شعر : محمد قجة
_ 1 _
كان حلوُ اللقاءِ في (معلولا)
مُقْلةً فتنةً وخدّاً أسيلا
أرضُ مجدٍ، تعانقَ الصخرُ والتا
ريخُ فيها، محبةً لن تزولا
قِممٌ زاحمتْ ضُلوعَ الثُريّا
وأطلّتْ على البرايا خميلا
هل سمعتَ الصخورَ تروي حديثاً
راحَ يَسْبي مع القلوب العقولا
مثلما أنجمٌ تراءتْ ضياءً
تتحدى على الزمانِ الأفولا
_ 2 _
طبعَ الدهرُ قبلةً في ذرا القلـْ
مونِ، تَهْوَى لسحرها التقبيلا
تزحَمُ الشهْبَ في عُلاها، وتحنو
كفُّها الطُّهرُ كي تضمّ السهولا
قممٌ ترتدي الثلوجَ وِشاحاً
ومن الحبِّ توقدُ القنديلا
طيّبتْ أُفْقَها على الدهر (تقلا)
وحباها (سركيسُ) روحاً جليلا
فغدتْ فيهما سراجاً منيراً
وأضاءتْ للحائرين السبيلا
لم يزلْ في لسانِها وهجُ (آرامَ)
مقيماً على الليالي أصيلا
صحبتْهُ العروبةُ السمحُ ترعاهُ
هوىً دافئاً وظلّاً ظليلا
كالعروس الحسناءِ في روضِ سِحْر
تَخِذَتْ من زهوره إكليلا
_ 3 _
أَسْرِجِ الركبَ، وامضِ نروِ الغليلا
ونعبُّ الرحيقَ في (معلولا)
قم لنطوي القرون، نقفو خُطَا
التاريخ، نُلقي عن جانبيه السُّدُولا
يا نشيدَ الزمانِ يا (معلولا)
يا مناراً للحبِّ أضحى رسولا
أين تلك البيوتُ تحكي شذا
الماضي سناً صافياً ومرأى جميلا
نُثِرتْ في الجبالِ عِقدَ جُمانٍ
مترفاً ساحراً كريماً نبيلا
أيُّ كفّ مُدَّتْ إليكِ فأودتْ
ببقايا الزمانِ تذوي طُلولا
وأطلَّ الإسمنتُ وجهاً قبيحاً
يبعثُ الشجْوَ والأسى والذهولا
تلك كفُّ الإنسانِ تهدمُ ماضيهِ
وكم كان في خطاهُ جهولا