==============
يصادف يوم الأربعاء الواقع في 14 أيلول حسب التقويم الغربي يوم الصليب حيث تحتفل الكنيسة في الرّابع عشر من شهر أيلول من كلّ عام بعيد إرتفاع الصّليب المقدّس، ويرتبط هذا العيد بحادثة صلب السيّد المسيح على جبل الجلجلة. (وحسب التقويم الشرقي سننتظر حتى 27 أيلول القادم).
طقسيا يعرف العيد أيضاً باسم (عيد الصليب والزبيب)، وكان هذا اليوم يعد بمثابة مؤشر على تغير الطقس وانخفاض درجة الحرارة وهطول الأمطار، حيث يعتقد الفلاحون بأنه من النادر أن يمر عيد الصليب دون هطول أمطار، وفي ذلك يقول المسيحيون (إذا ما شتت بعيدنا بنقطع إيدنا)، كما يقولون (إذا صلبت خربت)، أي أن الطقس يختل الجو بحلول عيد الصليب ويتلف العنب والتين ويطول الليل ويبرد الجو وتهطل الأمطار. و(في الصليب المطر طروحات) بمعنى أن المطر خفيف في الخريف.
قيل (لما يصلب الصليب ما ترفع عن زيتونك القضيب) دلالة على إمكانية جني الزيتون في هذا الموعد. إلا أن الفلاح يبدأ بالتقاط الزيتون الناضج الذي يسقط بواسطة الهواء، وكلما تأخر القطاف إلى منتصف شهر تشرين الأول وأوائل تشرين الثاني تنتفخ الثمار وتستمر في النمو وبالتالي تعطي سيولة أكثر عند العصر.
إن تغير الطقس بحلول عيد الصليب في 27 أيلول لا يستمر طويلاً، إذ سرعان ما يعود الجو الطقس إلى الاستقرار والصحو والدفء، وفي ذلك قيل المثل التالي (بعيد الصليب الآخراني صيف تاني) وكذلك قيل مثل آخر (مالك صيفية إلا بعد الصليبية).
كان أجدادنا في ليلة 14 أيلول يستدلون على حالة الطقس في أشهر كانون أول وكانون ثاني وشباط وآذار عن طريق وضع أكوام من ملح الطعام بالقرب من بعضها مساءً، وتشير كل كومة إلى شهر من الأشهر السابقة، وفي الصباح يتفقدون الملح، فالكومة الأكثر رطوبة تشير إلى الشهر الأكثر رطوبة .
د. رياض قره فلاح
أستاذ علم المناخ في قسم الجغرافية
جامعة تشرين
تابعونا على التلغرام على الرابط