تأتيكَ روحي على عُكّازِ دمعتِها
مَحْنِيَّةً من جِدا أحمالِ أشواقي
ختيارةً شاخَ فيها ضوءُ بسمتِها
وَجَعَّدَتْ مقلتيْها فيكَ أذواقي
وا شيبةَ العشقِ في ذقني، وَنضرتَهُ
في وجنتيكَ، ألا سبحانَ إشفاقي
أحكمْتُ فتحَ فناجينِ الهدوءِ، وَلي
عَرَّافةٌ أحكمَتْ في البوحِ إغلاقي
وَشفَّ عن مشهدِ البنِّ الخضيبِ دمٌ
كم يشتهي هالَكَ الأشهى بأعراقي!
وكم تَزَيَّا بِثوبِ الوجدِ فَارتسمَتْ
ملامحُ اللهِ في فنجانِ مشتاقِ
إذ بثَّ فيهِ جمالُ اللهِ بضعتَهُ
وَالحسنُ في النَّاسِ مقسومٌ بِأرزاقِ
محتارةُ النَّورِ نجماتي وَليسَ لها
زيتاً لقنديلِها المُلْقى بِآفاقي
وَغيبتي في رؤى سردابِ باصرتي
كنايةٌ عن حضورِ الماءِ والسَّاقي
ما زالَ في الماءِ يا بلقيسُ ومضُ سنا
يبيحُ للأعينِ النجلاءِ إحراقي
وَلم تزلّ أذرعُ التاريخِ تصلبُنا
وتقتلُ الحبَّ فينا دونَ إشفاقِ
وتلقفُ السحرَ من عينيَّ حينَ أرى
بالباب وحياً دنا من بعضِ أخلاقي
يا نازفي من مراياكَ، اعترفْ بِدمي
وَاسفحْ تفاصيلَ وجهي دونَ إرهاقِ
وَاعبرْ صدى نَهْدَتَيْ جفنٍ يؤرِّقُهُ
طيفُ النُّعاسِ الذي قد خانَ ميثاقي
هزمْتَني في سُباتِ الغيبِ حيثُ جرى
على لساني اسمُكَ المُوحى بِأحداقي
وَنمْتَ في جيبِ حبري حينَ شئتَ لهُ
أن يُنْجِبَ الشَّعرَ من عذراءِ أوراقي
وَصُغْتَني شبْهَ همسٍ مرَّ قربَ فمٍ
يبوحُهُ الوحيُ في آذانِ أعماقي
شهدْتُّكَ الآنَ شِبهَ اللهِ حيثُ بدا
مَخْفِيَّ وجهٍ، وَلكن ظاهرَ الباقي
استجبْتُ لمَّا سجدْتُّ الآنَ منتشياً
بِما كشفْتَ لنورِ اللّهِ عن ساقِ
…
فارس دعدوش