حسام خلف
في الحب كما في السياسة البدايات رائعة لكن النهايات شديدة الألم .
البدايات تثير الدهشة ، الشغف ، والمتعة وتشعر بالأمان .
تعمي كيمياء الحب المعشوق عن عيوب معشوقه ، وتعمي التنظيمات السياسية وعي جماهيرها بجاذبية شعاراتها .
في البداية يكون المحبوب مثاليا ، مهتما ، غيورا رومانسيا مكتمل الإثارة بنفس الطريقة التي تقدم بها التنظيمات السياسية نفسها لجماهيرها .
تظهر التنظيمات بصورة الحامي لمصالح الجماهير والمخلّص الذي ليس له بديل .
يتخيّل العاشق مستقبلا ورديّا وتتخيل الجماهير واقعا مثاليا فما أسهل مايرمون أنفسهم في الأحضان دون تفكّر .
تتكشف الحقائق بمسير الزمن إلى أن تصبح الرسائل واضحة والعلامات بينة .
يشكّ العاشق في مشاعره وتشك الجماهير بحقائق الواقع إلى أن تصبح الحقائق غير قابلة للتغطية .
قبيل النهاية يصبح المعشوق باردا ، ساخرا ، غير مكترث .
و تصبح الجماهير غير آبهة منشغلة بمصالحها الخاصة لا تحركها الشعارات ولا الوعود ولا التطمينات .
يستشعر الحبيب نفور معشوقه وتستشعر التنظيمات برودة جماهيرها .
البرود يثير الفزع .
العاشق والتنظيم يصبحان في قلق .
يصبحان أكثر إلحاحا وحساسية وغضبا .
يظهر الاضطراب المشاعري لدى العاشق والتنظيم بصورة قرارات طائشة ونوبات غضب غير مبررة وممارسات عنفية صارخة .
يحاول كل من العاشق والتنظيم تطويع الطرف الآخر بالقوة ممّا يسرّع عملية السقوط ويجعلها أكثر حتميّة وجلاء .
وهكذا كلما اشتدّ الفزع اقترب موعد الانفصال والسقوط
ليصح المثل المصري القائل :
“دبور وزنّ على خراب عشو ياقدعان ” !