لو كان عندي منزل …. لو كان .
أووووه لمَ تعترض قلت لو , أزعجتك تلك ال لو ..
يا بأس حرفان أحذفهما من لكن هل انتهت المشكلة , هما مزروعان في الوجدان, بارزان كبؤبؤ العين .
قلت لو .. ساصنعه بجدران بلا آذان …. فقد أرهقتني آذان جدرانهم حتى قبل أن أتكلم .
لو كان سأستقبل الضيوف .. ألتقط معهم منذ لحظة دخولهم صورا تذكارية مع فنجان ابتسامة , وباقة دلع تبهرج الصورة
نعم سأخدعهم ستكون الصورة هي مائدة الضيافة
لا بأس المهم سينشرون الصورة مع الكثير من عبارات الشكر فأنا صاحبة الفخامة أملك منزلا له باب وجدرانه بلا آذان .
لو أصبح حقيقة لن أضع في صالة الاستقبال أية أريكة , سأدعو الجميع لافتراش الأرض … .. ولن يعترضون فهم ذاتهم يقولون كلنا من تراب وإليه نعود والتراب حكما في الأرض وليس على الأرائك .
نعم نعم سيكون هناك سرير أضع بدك الفراش والوسائد والأغطية كما هائلا من الأحلام التي أرهقني حملها في حقيقبة عمري , أفترشها , أتوسدها … ألتحفها … ,
وكعادتي أحب الاستيقاظ مبكرا سأقوم بحرقها لأني سمعت إحداهن تقول أن رماد الأحلام يجلب الحظ والرزق
….
منزلي محط أنظارهم وحديثهم الذي يتناوبون في توصيفه . هذه تتحدث عن ألوان متناغمة تصبغ الجدران , وتلك ترصد أواني المطبخ الفاخرة , وتلك المكتبة الضخمة التي تحتضن مئات الكتب وأكداس الغبار ( نعم هي ميزة المميزين جدا )
يا إلهي تقول آخرى ما أكثر ما تعلقه وما تحتفظ به من شهادات بأختام وتواقيع ولربما مات بابلو نيرودا وهو يحلم بمثيلاتها ,, والأروع يقول أحد رواد المنزل متسائلا متعجبا هل انتبهتم كيف تجول بنا بين الشهادات وتتصنع التلعثم وهي تشرح لنا مناسبة كل منها مع حركة يد تنهر شعرها المتطاير على وجهها ..,؟؟؟ ثم هل انتبهتم جميعا لبريق عيونهم وهم يقدمول لها تلك الشهادات …. ؟؟؟
ينهي بقوله الدنيا حظوظ .
لو كان لي منزل سأحرص على أن يكون الباب موصدا جيدا فأنا أعيش حالة رهاب من ريح تهب تخلعه لتغير مسارات أفكاري … قناعاتي … خط سير روحي .
لو كان … سأخصص حيزا كبيرا للكثير من الأحذية تمكنني من السير على أشواك العمر المزنر بالأشواك , المحاط بجبال مترامية الأطراف لهموم ومشاغل وأحلام أوجاع … آمال … توقعات … ترهات …
لو …. يا ألهي لم يدعوني أكمل فقد اتصلوا ناقلين لي خبرا مفاده لقد خصصوا لك منزلا .. معلقا ما بين الأرض والسماء
ورغم أني أعيش في مدينة وعلى غير العادة صاح ديك الحي يوقظني لألحق وسيلة نقل تقلني إلى عملي .
منيرة أحمد \ نفحات القلم