د جليل البيضاني
جمرٌ هواكِ وأنتِ الرملُ والعدمُ
واللاهثون إلى عينيكِ ماسَلِموا
أكبادهم من حبال الصبر خاويةٌ
ودربهم طارقات الليل والعدمُ
موائل العشق أضغاثٌ مُسَنَّدَةٌ
أنّى استفاقت فذاك الوهم والحُلُمُ
وأولُ الدرب طيف الزّهو يملؤهُ
وآخر الدرب لاسعدٌ ولاهِممُ
حتى كأن الكرى أعتابُ مقصلةٍ
لايقرب العين إذ يدنو فينهزمُ
شوك المضاجع سهدٌ والدِّثار لظىً
والشِّعرُ همٌّ وذاك المؤرقُ الكَلِمُ
تحبو قوافيك في أصقاع قاحلةٍ
فيعتريك زحاف الضرب والصممُ
والفكرُ إن مرت الأيام تؤلمهُ
نبشُ المواجعِ.. زيدت كلما ردموا
وكل نأيٍ عذابٌ والجوى وجلٌ
وكل قربٍ جراحٌ واللقا ألمُ
والشامتون على الأفياء مالبثوا
فعل الحجيج بصخر اللوم قد رجموا
تشبُّ نارٌ وفي عصفٍ تؤججهُ
لفّاحةُ الريح والموتورةُ التُّهمُ
أنّى عزفت ففي الأوتار مثلبةٌ
شبّابة الحزن سِفرٌ والنوى نغمُ
والنّوق نضّاحةٌ والبيد يلزمها
حمر النياق وحادٍ كله شِيمُ
يسابق النجم إن جنّت طوارقهُ
وليس يخشى إذا ماحلّت الظُّلَمُ
يسوقها لوصالٍ آن موعدهُ
فينجلي عنه ماسرّوا وماكتموا
لكنه العشق إن حلّت نوائبهُ
فلا نياقٌ ولاحادٍ ولاقلمُ
البحر إن هاج لاصارٍ سيوقفهُ
وليس يجديه في أنوائهِ هِممُ
فابعد خطاك عن العشاق واحذَرَهم
هم المجانين إن قالوا وإن عزموا
لاشيء في عرفهم تندى بوارقهُ
إلاّ على غيّهم حتى وإن ظلموا
في كل خطوٍ لهاث الشوق يأخذهم
ولايرون الدنّى إن زلت القدمُ
ولايعون دروباً في خواتمها
وليس يفرق إن علّوا وإن هدموا
خُسْرٌ محافلهم إلّا على حَكَمٍ
لاينطق الحق إن في حكمهِ حكموا
………………..
اللاذقية 1/10/2022