سليم عبود
لم أعد أطيق الجلوس إلى جوار البحر ..
وممارسة التأمل كما كنت أفعل في الماضي ..
وبالتحديد قبل اشتعال هذه الحرب على سوريا..
البحر..
يبدو لي شاشة تلفزة كبيرة..
دم في كل مكان..
وجثث في كل مكان ..
ودمار في كل مكان ..
أرقب موجوعاً مايجري,
أنادي نادل المقهى"
"هات قهوة مرة كالعلقم ..
وأصرخ في وجهه مرة أخرى:
" اغلق هذا التلفاز اللعين "
يبتسم كبقية الفقراء في هذا البلد ويقول:
" الله يسامحك"
كل ماأستطيع فعله هو ممارسة قهري بصمت ..
وأن أكتب بصمت ..
وأتنهد بصمت ..
وأفتح ذاكرتي بصمت..
وأستعيد حوارتي بيني وبين أصدقاء لي بصمت
وأشرب قهوتي بصمت ..
وأدفع فاتورتي،
وأغادر المقهى بصمت..
وتظل أوجاعي تسكنني ….
تمشي قدماي في شوارع المدينة ..
ويمشي رأسي في ساحات أخرى موجوعا..
مبللا بدم آلاف الشهداء..
يصدمني صوت رجل :
" يا أخ.. انتبه أمامك"
أعتذر منه بصمت ..
واغرق مرة أخرى في الشارع الطويل