"المادة الخامسة:
إن الواقع المعاصر في متطلباته الاقتصادية أو نتيجة للتعليم قد فرض على النساء العمل إلى جانب القيام بتبعات وظيفتهن الإنسانية والطبيعية في حفظ النوع. والعمل نهج شريف لتحصيل الرزق، لا يرفضه الدين بما يتناسب مع ظروف الزوجين وأبنائهما(…)
" عمل المرأة بهذا المعنى يرتب على أولى الأمر مجموعة من الالتزامات: أولها أن يقوم على قاعدة تكافؤ الفرص والعدالة"(…)
"ولذلك ينبغي تيسير قواعد العمل بالنسبة للنساء العاملات، وتحقيق التوافق الأسري على التعاون والتضافر في حمل الأعباء المادية وغير المادية كرعاية الأبناء والآباء".
المادة السابعة:
"للمرأة الحق في تولى الوظائف العامة متي اكتسبت المؤهلات، التي تقتضيها تلك الوظائف، وعلى الدولة أن تحافظ على تكافؤ الفرص إزاء المرأة والرجل".
ولا يخفى على عاقل أن من جعل الفقهاء ينظرون هذه النظرة المتوازنة إلى دور المرأة العصرية ليس أريحيتهم ولا كرمهم وهم الذين تربوا في أحضان التراث الفقهي، بل نضال المرأة وما حققته بتضحياتها من مكتسبات، أرغمت الفقهاء على التنازل عن مروياتهم ومحفوظاتهم من الأحاديث وأقوال المشايخ ليقبلوا الواقع، وإذا كان بنكيران يحنّ إلى زمن الحريم فإن المرأة المغربية كفيلة بأن تجعله يتذكر واقعه ويتنازل عن حلمه الذي يعدّ إهانة لتضحيات المرأة في كل المجالات.
قد نلتمس عذرا للفقهاء القدامى على مواقفهم التي تبدو لنا اليوم بعيدة كل البعد عن حياتنا اليومية ونمط وجودنا الاجتماعي، لكن ماذا نقول في فقهاء اليوم الذين عاشوا ثورة تحرير النساء ورأوها بأم أعينهم وهي تقتحم كل المجالات وبكفاءة كبيرة، أبرزها أن نتائج الباكالوريا لهذه السنة أظهرت أن التفوق الكبير هو للتلميذات على الذكور، بل إن أعلى معدل وهو 19,35 من نصيب تلميذة، هل يطالب بنكيران هذه الأجيال الذكية المتفوقة من الفتيات بأن تتحولن إلى "مصابيح" للبيوت المظلمة، وتتركن مكانهن للكسالى من الذكور العابثين ؟ووضع تفسيرا لما جاء على لسان رئيس الوزراء بانه ربما اساند الى فتاوى واقوال بعض المتعاطين بالشأن الديني منهيا مقاله بهذه العبارة من حسن حظ المسلمين أنهم لا يسمعون دائما لكلام المشايخ والدعاة.
=====
ومازال النقاش مستمرا بوتائر متصاعدة حينا ومنخفضة حينا اخر — وذلك حسب الجهة التي تتنبى الحديث عن حقوق المرأة المغربية كما يثيرُ غضبًا لدى شريحة واسعة من المتتبعِين والحقوقيين اعتبرُوا مضمونه مقذعًا في حقِّ المرأة ومسيئًا لكرامتها.
مقال الكاتب احمد اصيد – ورد في موقع هسبريس -المغرب