التقى مؤخراً السيناتور الأمريكي جون ماكين بعض رموز المعارضة الخارجية المرتبطة بالولايات المتحدة في تركيا وذلك للتنسيق معها في كيفية تلقي المساعدات الأمريكية الفتاكة وغير الفتاكة التي تحدثت عنها رايس قبل فترة حيث يعتبر ماكين ورايس من صقور الإدارة الأمريكية والأكثر حماساً لتسليح الإرهابيين لزيادة رقعة القتل والدمار في سورية, وهو ما يمثل من وجهة نظرهم مصلحة إسرائيلية تلتقي مع مصلحة أمريكية عليا, ولن نستغرب خيانة معارضة الخارج وارتباطها بالغرب وتلقيها الرشى من السعودية وقطر والإقامة في تركيا وبرعاية الولايات المتحدة الأمريكية لأن في ذلك أيضاً مصلحة شخصية ومادية عليا لتلك المعارضة.
لكن جديد الخيانة هو الحديث عن اتصالات بين تلك المعارضة مع الكيان الصهيوني وتقديم التهاني للرئيس الجديد لهذا الكيان وإرسال رسائل متعددة من أكثر من طرف من تلك المعارضة عن التلاقي في الرؤى مع الكيان الصهيوني في محاربة الدولة في سورية وهي خيانة موصوفة بكل معنى الكلمة تضاف إلى سلسلة طويلة وقائمة لا تنتهي من الخيانات والغدر للوطن.
مازلنا نذكر صور رئيس وزراء العدو الصهيوني في زياراته إلى المشافي القريبة من الحدود السورية يزور جرحى الإرهابيين على الجانب الآخر من الحدود السورية حيث استفادت إسرائيل من هذه الخطوة في احتواء فصائل الإرهاب على حدودها بعد تقديم الدعم الكامل لها مقابل خدمات تجسسية تقوم بها هذه المجموعات في الداخل السوري, وهي بذلك توفر على نفسها إتباع أساليب أكثر تعقيداً وخطورة في محاولة معرفة معلومات عن سورية من الداخل فالكيان الصهيوني لا يقدم خدمات مجانية أو خدمات لا تؤدي إلى دفع أثمان باهظة من قبل من تقدم لهم المساعدة حتى ولو كانت الولايات المتحدة ذاتها.
وقد كشف هذا التعاون عورة المعارضة الموالية للخارج أكثر فأكثر وكشف أيضاً أن تلك الاتصالات والعلاقات التآمرية تؤكد أن تلك المعارضة قدمت نفسها جسراً تتحرك عليه إسرائيل للوصول إلى بعض أهدافها داخل سورية, في حين أن الولايات المتحدة وحلفائها حاولوا إقامة ممرات إنسانية لتقديم مساعدات ظاهرها إنساني وأصلها تجسسي إلى سورية عبر عرض مشاريع في الأمم المتحدة رفضتها سورية لأنها ليست سوى ممرات تعتبر وقوداً لإطالة أمد الأزمة على سورية ودعم الإرهاب عليها.
أحمد بعاج-ثورة أون لاين: