فَقَدَتْ طهارتها المعاني

فَقَدَتْ طهارتها المعاني
والحروفُ كأنَّها
صخرٌ منَ الصَّوانِ
يا نَحاتُ فاعمل كلَّ إزميلٍ لديكَ
لكي تعيدَصياغةَ المعنى
وتنفخُ في الجمادِ الروحَ خلاَّقاً
لتكوينٍ وليدْ

لن أعمِلَنَّ سوى الضميرِ
وإنَّهُ كنزي وميراثي التَّليدْ

هذي يدٌ
لم تَقتَرِفْ إثماً
سوى خَطِّ الهماماتِ التي في البالِ
ترسُمُها سطوراً شَفّةَ الإيقاعِ
قد تغدو نشيدْ

ما همَّني تلكَ الطَّهاراتُ التي اشتَبَهَت بها سُبُلُ الرَّشادِ
لكي تحطَّ بمحفلِ الدولارِ
تسبيحاً لربٍّ المالِ سوَّقهُ يهودْ

من ذا سيقنعني
بأن المسلمينَ يؤسلمونَ السِّلمَ تطبيعاً معَ الأعداءِ
والقتلُ احتدامٌ
والمسيحيونَ يقترفونَ فحشَ الدَّعمِ للغازي
بغزَّةَوالعراقَ وشامةَ الدُّنيا دمشق
سوى الذين أمامُهم ضِلٌّ
يعربِدُ بالفتاوى الفاسقات
ويستزيدْ

يا صبحُ فاشهَدْ
إنني ما عدتُ أومِنُ
غيرَ بالعقلِ الذي يستطيعُ تمييزَ الفواصل
بين شرٍّمستطيرٍ يقتدي بالدينِ نهجاً
ضِدُّهُ نهجُ أُقَدِّسُ
دونما تأليهَ للغيبِ الذي أنَّى يفيدْ

وَلَقَدْ أُزَنْدَقُ
أويُقالَ صباتُ صوبَ الضِّدِّ
إني لستُ أنكرُ
قد صبأتُ وقد ربأتُ
عنِ السَّفاهاتِ التي كم كرَّسَت فقهَ العبيد

حرَّاً ولِدتُ
وعشتُ حراً
ليسَ إلا الحر أهلٌ لاختيارِ عقيدةٍ تعنيهِ
هل للعبدِ شأنٌ باختيارٍ وهو في قيدٍ مَقيد؟

زَعموا إلهاً
سوَّقوهُ كما يشاءُ السوقُ
رحماناً رحيماً تارةً
وأخو عذابٍ تارة أخرى
ولا تشفي ضغائنهُ سوى النيرانُ موقدَةٌ لكي تشوي الجلود

وكأنَّهم قد أسقطوا ( دي سادَ) فوقَ جلالَةِالباري
فقامَ معربِداً سفكا كما يجري بغزَّة هذةاللحظات
والعبَّادُ يبتهلونَ رُحمى بالطُّفولةِ والحياةِ
فايُّ مَهْزَأةٍ وأي ربٍّ يا ضميرَ الحبِّ في الدنيا يسود!!!

ربَّ الجمالاتِ التي انقَضَّتْ عليها كل أربابِ الشرورِ
ألمْ تُحِط علما بما كم فظَّعَ المستكبرون؟

ربَّ العنادلِ
والحساسينِ الغريدة
والصبايا الفائرات أنوثةً ترنو إلى الصُّبحِ الشَّبابيِّ الرجولةِ
والمُضَمَّخِ بالهوى القدسيِّ
يا قُدسيُّ
هل باركتَ منْ نَفروا كفاحاً
كي تُصانَ الأرضُ
والأعراضُ
والوردُ المُبادِرُطيبَهُ صُبحاً سماويَّ الفتون؟

هلَّا مَسَختَ الرَّبَّ
رَبَّهمُ
كما بادرتَ قبلُ الخاسئين؟

يا الرَّبُّ
يا الحبُّ الذي نادمتُ كأسي عارفاً
فازدَهى سُكري بِصَحوي
راجماً ما يخرصونْ

قد جاءَدوركَ
فاعلِنِ الغضَبَ الرَّجيمَ
وصبَّ فوق عروشهم دكاً
وزلزلْ ما بنى المُتَدَيِّنون

اوفاعتَذِر للخلقِ
عن خلقٍ بدات وقل لهم
لا ربَّ يسعفهم ولا من يحزنون