من منا لم يسمع بالرياضي محمد خالد محمد، ابن سيريتل، الذي رفع اسم سورية في فرنسا والإمارات ؟
محمد، ابن المحافظة المقاومة القنيطرة والجولان الحبيب، هو نفسه اليوم وبعد أشهر قليلة فقط يعود متوّجاً من جديد ولكن هذه المرة من الصين..
بتواضعه المعهود جلس محمد في مكتبه الكائن في شركة سيريتل يستقبل التهاني من جميع من مرّ بجانبه وابتسامة عريضة تغطي وجهه، ما هي إلا دقائق حتى بدأت بمحاورته:
– فرنسا، الإمارات والآن الصين، ماذا بعد؟
لن أتوقف إن شاء الله،الدورة الأسيوية ستقام في كوريا في الشهر العاشر وبعدها محطات عالمية أخرى ضمن سلسلة الجائزة الكبرى، وهذه المحطات موزعة على القارات الخمس.
وسأسعى بكل قوتي لنقل صورة الرياضي السوري المشرّفة رغم الإرهاب المحيط بنا.
وطالما أنني حيّ، وطالما يوجد من يدعمني لأحقق الإنجازات المتتالية، سأستمر.
حقيقة، أعتبر نفسي محظوظاً لأني وجدت من يؤمن بقدرتي ويشجعني: مدربي وكل الطاقم التدريبي، لكنني أخصُّ بالذكر والشكر عائلتي سيريتل التي، ساندتني ودعمتني بقوة.. فالشركة فرّغتني تماماً للرياضة والتدريب.. وهو أمر أقدّره كثيراً.
– أنت بطل عالمي وقد شرّفتنا في العديد من المحافل الدولية، ولكن اسمح لي أن أسألك عن رحلتك الطويلة لتحقيق النصر.. هل سبق ومررت خلالها بلحظة يأس أو تراجع؟
لا أخفيك سراً، في الحقيقة نعم، أي إنسان قد تمرّ به لحظات يأس.. أو ضعف ربما يفرضها الواقع، لكن أهم شي في الرياضة هو الاستمرارية وعدم الاستسلام أبداً، وتوق الرياضي ليرفع اسم بلده بين البلدان هو ما يدفعه إلى الأمام ويعطيه القوة، فمجرد أن يحرز النصر ويرى علم بلاده يرفرف عالياً سينسى أية لحظة يأس أو تعب مرّ بها لأن جهده قد أثمر.
وعلى الرغم من تغير ظروفنا جميعاً في ظل الأزمة الحالية، لم تزدني الظروف إلا إصراراً وعزيمة على رفع علم سورية عالياً..
لقد كنت محظوظاً أيضاً بمن وقف بجانبي في كل الأوقات.. الاتحاد الرياضي العام، ومدربي وأسرتي، وعائلتي سيريتل التي يعني لي الكثير دعمها وتشجيعها المستمر..
– أخبرنا كيف جرت البطولة التي أقيمت في الصين؟
في البطولة الدولية المفتوحة في الصين أحرزت ذهبية رمي الرمح وذهبية رمي الكرة الحديدية، لقد كنت ممثّل سورية ضمن 42 دولة شاركت في البطولة، ولا أخفيك سراً أشعر بالفخر لأنني حققت هذه النتيجة لبلدي بالدرجة الأولى..
– حدثنا قليلاً عن مشاركتك في الإمارات، ما الذي كان مختلفاً في هذه المنافسة؟
إن مشاركتي كممثل لهذا البلد العظيم سورية في الدولة المستضيفة الإمارات كانت انتصاراً بحد ذاتها، خاصةً في ظل العقوبات المفروضة على وطننا الحبيب، والتي كادت أن تحرمني شرف تمثيل سورية في هذه البطولة، فبناءً على قرار الجامعة العربية المجحف بحق السوريين لم يكن مسموحاً باستقبال أي وفد سوري أو مشاركته وخصوصاً في دول الخليج، لكن اتحاد الرياضيات الخاصة في سورية لم يستسلم فقراراتهم لا تعنينا، وقد راسل اتحادنا اللجنة البارلمبية الدولية IPC، التي لم تقبل بقرار الجامعة وفرضت على الإمارات استقبال الوفد السوري..
شعرت بالاعتزاز لمشاركتي أكثر من ذي قبل، فأنا رياضي، لكنني قبل ذلك سوري وسوريتي شيء لا يمكنني المساومة عليه.. وردّنا على قرارهم هو تحقيق الذهب على أرضهم..
– في كل مرة يرتفع فيها العلم، يرتفع معه شعورنا بالفخر والاعتزاز.. وكل مرة نسمع فيها وصفك لإحساسك في تلك اللحظة نشعر بالسعادة أكثر..حدثنا عن تلك اللحظة..
سبق وأحرزت ضمن بطولة الإماراتخمس ذهبيات وفضية، في دبي والعين والشارقة، وقبلها في ليون والآن في الصين، لكن صدّقني.. رغم أنها ليست المرة الأولى، ولكني عندما وُشّحت بالعلم السوري غمرتني فرحة كبيرة لا أستطيع وصفها بالكلمات، ربما لأنني أقوم بواجبي تجاه سورية الغالية.. وربما لأنني حملت العلم السوري.. وحملت معه في قلبي وطنناً جميلاً بكل ألوانه..
وكما في محافل سابقة، كانت ردود الفعل ذاتها والأسئلة ذاتها من قبل الصحفيين والإعلاميين وحتى الناس، هل حقاً تسكن سورية؟ هل تتدرب فيها؟ بالطبع أنا أعيش في بلدي وهذا طبيعي، وطاقم التدريب سوري، ومعسكرات التدريب التي أخضع لها داخلية وليست خارجية.
أعود وأنقل لهم الصورة الحقيقية عن مجتمعنا في ظل الأزمة الراهنة، نحن شعب قوي يعشق الحياة، يعيشها بكل تفاصيلها.. شعب متفائل بأن القادم أفضل، وستنتصر سوريتنا بإذن الله.
– محمد، شكراً لك لأنك وفي كل مرة ترفع رأسنا أكثر من ذي قبل..
أنا أرفع رأسي بكم فأنا واحد منكم، وهذا واجبي تجاه بلدي.. من هنا بدأت، وهنا كبرت.. وهنا سأبقى..
فخور جداً بهويتي السورية، فخور لكوني أحد الرياضيين الفاعلين في الاتحاد الرياضي العام في سورية، وفخور لانتمائي لشركة وطنية آمنت بي عندما رأت العزيمة والإرادة التي بداخلي .. وأنا أعتبر أن فوزي ونجاحي هو نجاحها ونجاح وطننا الغالي سورية.
شكراً لكم.
|