————
أوَّاهِ يا أيلولُ
هذا الجرحُ مكتَظٌّ بألوانِ الصَّديدِ
ولم يزلْ بعضُ اقْتِدارْ
وتفاؤلي أنَّ الأمور َبوقتِها مرهونةٌ
أدري
وأدري مَنْ يُديرُ وما يُدارْ
غيلَ الفراتُ
ونهرُدجلةَ
غيلتِ الأهرامُ
غيلَ النيلُ
والشامُ الأبيَّةُ رهنَ غيلٍ
والأداةُ هي الأداةُ
والنَّتيجة كل أشكالِ الدَّمار
ما عَوْفَرٌ
وأبوغُريبٍ
غيرَ قانا إذ تناسينا
ومالأنا التَّتارْ
هلْ مِنْ أكُفٍّ لمْ تُصافِحْ قاتِلينا؟
أو تَوَسَّلَ وُدَّهُمْ؟
هل فزَّ ثار؟
وغداةَ أشرعتِ المقاوَمَةُ القلوبَ لكلّ ِبذلٍ
كي تُتَوَّجَ بانتِصارْ
هبَّتْ جموعُ الأقربينَ
عداوةً
وأشتَدَّتِ الأعرابُ كفراً لَمْ تُدارْ
واستنفرتْ جلُّ العمائمِ واللِّحى رجماً
وكانَ المسجُدُ الأقصى معَ الأدنى
يُهانُ
ويوطأُ القرآنُ جهراً
والمُغيرُ الغولُ يَفْتَرِعُ العَمارْ
والصامتونَ
الخانعونَ
اللاحسونَ حذاءَ غولِ الشَّرِ
سُجَّادٌ
صَغارْ
وَشَرائعُ التَّبريرِ
والتزويرِ
والتجويعِ
والتَّقتيرِوالتصبيرِ
والتسويفِ
تعرفها أيا أيلول
إذ صارَتْ شِعارْ
أواهِ يا أيلولُ من قوم نعاجٍ
كلُّ جزارٍ بهذا الكونِ يطلُبُها
بحزمٍ واقتِدارْ
أواهِ من قَرَفِ الثُّغاءِ
علامَ تثغو يا قطيع الذِّلِّ
لن يجدي الثغاءُ
وهذه الأعناقُ أولى بالشِّفارْ
وأُواهِ من قَرَفِ التَّضَرُّعِ
للَّذي برأ الوجودَ
وخطَّ نهجَ الهديِ كي نسعى
فخالَفنا
وزَوَّرنا المَسارْ
أُنُحَمِّلُ الأقدارَ وزرَ خنوعنا
وَتَبَذُّلٍ في الموبِقاتِ
بلا حياءَ
ولا استِتارَ
ولا وقار!!!
ايلولُ يا أيلولُ
قل لي
هل سيرحلُ أويغيِّرَطبعه الغولُ المُبادِرُ
قالَ : لا..
سيزيدُ من هولِ الدَّمارْ
الغولُ ليسَ بِمُرتَوٍ
ودِماؤكم ما يستطيعُ وَيشتهي
أنَّى يشاءُ
وحيث ُسارْ
فَحَذارِ
مِمَّا راحتِ الأنعامُ تستجدي الهوانَ
مُبَهرَجاً
وَمُزَوَّقاً
وُمُعَنْوَناً باسمِ الحِوار
سَفِهَتْ حلومٌ
بعدَخَورٍعزائمٍ
فَتَوَهَّمَتْ سلماً وأمناً وازدِهار
ضاقت بكم سُبُلُ الخَيارْ
فالأمنُ تفرضهُ موازينُ القُوى
والسلمُ سلمُ الأقوياءِ
فأينَ أنتمْ في مُعادَلَةِ القُوى؟
لا حلَّ إلا أن تُعِدوا
فلْتُعِدوا كلَّ شيءٍ مُستَطاعٍ
أو فكونوا للدَّمارْ
بالنارِ تنطفئُ الحرائقُ
والشرورُ لَتَقضي لِعِلاجِها
شَرَّاً
عَقارْ
هاني درويش (أبونمير)
992014