ولد الشاعر رينر ماريا ريلكه في براغ بتاريخ 4 كانون الأول 1875 في عائلة من أقدم العائلات الكارنتية الشريفة ، وأمضى صباه في براغ ، وكانت علاقته بوالده طيبة ، بينما كانت علاقته بوالدته تصيبه بالألم وعدم السكينة بسبب تشددها الديني وولعها بالباهج والإستعراض الإجتماعي .
في براغ كانت نتاجاته الأولى ، اتضحت فيها سهولة التعبير لديه والحس العالي بالموسيقا الشعرية . وصار يوزع قصائده في الشوارع مجاناً ، بعدها رحل إلى ميونخ وتعرف هناك على امرأة تكبره بأربعة عشر عاماً ، فربطتهما علاقة حب قوية ، سافرا بعدها معاً إلى روسيا ، وهناك أنجز عمله ( كتاب الصلوات ) .
ولم يستمر هذا الحب طويلاً ، حيث انتهى مع عودتهما من روسيا ، وظل هذا الحب نجوى وجفاف قلبه حتى وفاته .
تزوج من النحاتة ( كلارا وستهوف ) وبعد عام غدا أباً لطفلة .
غادر إلى باريس ولكنه ظل متشبثاً بالإنتساب إلى إحدى العائلات النمساوية العريقة ، وأسرف في التأنق وممارسة طقوس النبلاء في زمن تهاوت فيه الإرستقراطية النمساوية .
وبدأ يحس هذا الشاعر الذي يكتب بالألمانية بالغربة ، فكتب مجموعة ( القصائد الجديدة ) التي تجلى فيها عالم تشكيلي حسي مختلف .
قضى شتاء عام 1910 في الجزائر وتونس ومصر ، وقضى شتاء عام 1911 في إيطاليا ، وفي عام 1914 سيق إلى الجيش فهدته الحرب وفاقمت أزمته لسنوات عديدة قادمة .
وأنهى ( الحسرات وسونيتات أورفينوس ) في قصر موزوفي في سويسرا ، ولم يكتب بعدها سوى بعض القصائد .
وبعد معاناة ثلاث سنوات من سرطان الدم ، وقبل أن ينتهي عام 1926 ، وأثناء قطفه الورود لصديقته المصرية ( نعمت علوي ) يجرح إصبعه وتتدهور حالته الصحية ويدخل المستشفى ، فترسل له نعمت وروداً ، فيكتب لها ( إنها الورود تثير الشياطين والغرفة مليئة بهم ) ويفارق الحياة في 29 كانون الأول 1926 .
إعداد : محمد عزوز