هذه هي الحكاية التي بنى عليها كويليو روايته الشهيرة " الخيميائي " جعلتها – نكاية به – حكاية شعرية للأطفال .. الكبار
مع بعض التصرف !!
~ حلم ~
روت الكتب لنا
قصة أخرى عجيبة
تجعل الإنسان مذهولآ
بأحداث غريبة
أن شخصآ بيته في القاهرة
سقسقت في صحنه نبعة ماء
ونمت بالقرب منها نخلة .. طالت
فمدت عنقها نحو السماء
كان يحيا بأمان وسلام
قبل أن يقلقه ذاك المنام
قد رأى في النوم مرات عديدة
حلمآ يبدو فريدا
واضحآ
يجري كسطر في جريدة !!
" سر إلى بغداد حالا
إن كنزآ تحت شباك الملك
سوف تجني منه ما يغنيك مالا "
غره المال فلم يصبر طويلا
حينما حث خطاه نحو بغداد الجميلة
كم رأى في الدرب أهوالآ فأضناه التعب
غير أن الشوق للأهل وأشكال العتب
كلها انزاحت أمام الحلم بالكنز الذهب !!
هاهي بغداد تبدو كعروس
بل وأحلى
نهرها ينساب بين الدور عذبآ يتجلى
يتباهى باسمه الميمون …دجله
دخل المسجد .. صلى ثم أغفى تحت أشجار الفناء
ريثما يأتي المساء
لم يكد يبدأ بالتنقيب في وسط الظلام
حتى كان الحرس الأوغاد قد جروا الغلام
ثم ألقوا جسمه المكدود قدام الإمام
نطق القاضي : أمن مصر أتيت
تبتغي حلمآ سراب ؟!
وحده المجنون أو هاوي العذاب
يقتفي الأحلام من بيت لبيت
أنا نفسي زارني الحلم مرارا
قال اذهب نحو مصر
لترى كنزآ عظيمآ
ملأ المال الجرارا
غير أني لست مجنونآ لأمشي خلف أحلام
ولو أعطت إشارة
ضحك القاضي وأكمل :
أيها المصري …
تخيل
قال لي الحلم : ببيت في جنوب القاهرة
قد جرت في صحنه نبعة ماء
جاورتها نخلة طالت
فدست أنفها وسط السماء
تحتها بالضبط
– قال الحلم –
احفر خمسة الأشبار حتى تجد الكنز الهراء
ضحك القاضي وقال اذهب طليقا
وليكن ذلك درسآ في الحقيقة
كانت العودة للدار جميلة
قبل الأولاد وارتاح قليلا
سأل الأولاد : أين الكنز ..لم نلمح على المال دليلا
قام يمشي في فناء الدار والأولاد يرنون إليه
مر بالنبعة حتى وصل النخلة
قد شد على الفأس يديه
بدأ الحفر يغني :
كم قطعنا من بلاد
بينما الكنز هنا نمشي عليه !!