ولد الأديب عبد الغني العطري في دمشق عام 1919، درس في الكلية العلمية الوطنية مختلف ألوان الأدب العربي والفرنسي والآداب العالمية، عشق الأدب وتميز به ، ودأب خلال فترة شبابه على الاطلاع والقراءة ونهل العلم والمعرفة من الكتب والدوريات القديمة بالمكتبة الظاهرية، وعندما بدأ بالكتابة نشر محاولاته الكتابية في بعض المجلات الأدبية ومنها: الرسالة، الأديب، المكشوف وغيرها.
أصدر العطري مجلته (الصباح) الأسبوعية في تشرين الأول عام 1941 عقب إتمامه لدراسته الثانوية مباشرة وكتب في هذه المطبوعة كبار رجالات الفكر والأدب في سورية والبلاد العربية وكان من أبرز كتابها: خليل مردم بك، شفيق جبري، عبد السلام العجيلي، خليل هنداوي، نزار قباني، محمد البزم، محمود تيمور، ود. سهيل إدريس إضافة إلى عدد كبير من الأدباء السوريين الآخرين.
ثم أصدر مجلة الدنيا في آذار عام 1945 ولقيت نجاحاً كبيراً، واستطاع أن يجعلها تدخل كل بيت يقرأ في سورية ولبنان تقريباً، لأنه أدخل عليها أبواباً جديدة، واستطاع أن يجعل من قراء المجلة محررين فيها بما ابتكره من أبواب منوعة كأبواب التعارف وعيادة القراء وغيرها من الأبواب.
استمرت مجلة (الدنيا) في الصدور ثمانية عشر عاماً، حيث توقفت عام 1963 .
غادر العطري بعد ذلك إلى المملكة العربية السعودية وعمل في وزارة الإعلام بالرياض وتولى رئاسة تحرير مجلة (الإذاعة)، وبعد عودته إلى وطنه عمل رئيساً لقسم الصحافة في السفارة السعودية بسورية مدة سبعة عشر عاماً، وبعد ذلك تفرغ للتأليف والقراءة والكتابة.
ومن المطبوعات التي تولى رئاسة تحريرها جريدة الأخبار لصاحبها بسيم مراد، هذه العلاقة الحميمة مع الصحافة دفعت الأديب عبد الغني العطري بعد صدور قانون المطبوعات والذي يسمح بصدور الصحف والمجلات الخاصة، إلى التقدم للحصول على ترخيص لمجلته، وبدأ خطواته الأولى لكن المنية وافته في 21 شباط 2003 قبل أن يحقق حلمه هذا.
من مؤلفاته : ( عيقريات شامية 1986 ) ( عبقريات من بلادي 1995 ) ( أدبنا الضاحك ) ( دفاع عن الضحك 1993 ) (اعترافات شامي عتيق)، و(همسات قلب)، ومجموعة قصصية بعنوان (قلب ونار1973) ، وآخرها ( بخلاء معاصرون 2002 ) مقالات
كما ألف وكتب وحاضر وزود الصحف والمجلات السورية والعربية بمقالاته التي لم يجمع منها إلا القليل، وكان يكتب مقالين أسبوعياً لتشرين ويحرر صفحة في مجلة فنون تحت عنوان (أوراق صحفي قديم)، وكان يعتزم جمعها في كتاب قبل رحيله، كما كتب الأحاديث الأدبية لإذاعة لندن.
إعداد : محمد عزوز