N
الإصلاح الاقتصادي
· عبد الرحمن تيشوري
ماستر علاقات اقتصادية دولية
خبير وباحث سوري
· مفهوم التصنيع: التصنيع عمليّة تنمويّة هادفة الى القضاء على التخلّف وتطوير مختلف فروع الاقتصاد الوطني عبر الاستفادة من أحدث الوسائل التكنولوجيّة واستخدامها في شتّى الميادين الانتاجيّة كما أن للتصنيع أهدافاً اجتماعيّة أهمّها القضاء على البطالة ورفع مستوى الناس المادّي والثقافي.
وفي بلدنا الحبيب سورية يصبح المعنى الضيّق للتصنيع، عمليّة تحوّل منتظمة لسوريّا من بلد زراعي الى بلد صناعي او انتاج زراعي او تصنيع زراعي بحيث تلعب الصناعة دوراً أساسيّاً في النهضة العامّة للإقتصاد السوري في المرحلة القادمة بعد التخريب الكبير الذي تم.
دور الصناعة في عمليّة الإصلاح الإقتصادي
تلعب الصناعة دوراً بارزاً في إحداث التطوير الإقتصادي المنشود الذي أشاعه رئيسنا الشاب الدكتور بشّار الأسد في ثنايا خطاب القسم.
وأستطيع أن أبيّن دور الصناعة في عمليّة التطوير والاصلاح على النحو التالي:
1) تحقيق زيادة كبيرة في الدخل القومي: فزيادة الاستثمار في الصناعة يؤدّي الى ارتفاع مستوى انتاجيّة العمل الاجتماعي وارتفاع مستوى الإنتاجيّة يعني ارتفاع مستوى الدخول مما ينعكس بدوره على بقيّة أجزاء الاقتصاد القومي.
فارتفاع مستوى الدخل الفردي يعني مايلي:
أ- ارتفاع حجم الطلب الفعّال وتوسيع السوق الوطنيّة حيث يزداد الطلب بصورة خاصّة على المنتجات الغذائيّة الأمر الذي يساعد على حدوث توسّع في الانتاج الزراعي الذي يساهم بدوره في رفع مستوى الدخل القومي.
ب- يزيد قدرة الأفراد على الادّخار، ومن ثمّ زيادة القدرة على التكوين الرأسمالي وهذا يزيد من قدرة الدولة على الإستمرار في التنمية الاقتصادية.
ت- ازدياد الدخل يؤدّي الى تنوّع الاستهلاك الذي يؤدّي بدوره الى تطوّر الصناعة ذاتها لأنّها النشاط الإنتاجي الوحيد القادر على انتاج أنواع مختلفة من المنتجات لإشباع أذواق المستهلكين.
ث- لذلك اقترح زيادة الرواتب والاجور بشكل مجزي 100 % ولو تم ذلك بالاقتراض من الحلفاء والاصدقاء
2) الصناعة نشاط متعدّد المحاور يخلق أقطاباً للنموّ ويستقطب مجمل عمليّة التنمية لأنه يحقق تشابك اقتصادي بين الأنشطة المختلفة بما يقدّم من معارف فنيّة وتكنولوجيّة ورفع مستوى المهارات القائمة. ففي الصناعة مثلاً يتم انتاج مدخلات الانتاج الزراعي الكبيرة في سورية كما يتم تحويل مخرجاته وكذلك الحال في العلاقة بين الصناعة ومختلف أنشطة الخدمات.
3) تؤدّي التنمية الصناعيّة الى تنويع الاقتصاد القومي إذ يتغيّر التركيب السلعي للدخل القومي على أثر نموّ وتدعيم حركة التصنيع. وهذا يعني انخفاض الأهميّة النسبيّة للمحصول الواحد المكوّن للدخل القومي ومن ثمّ تقليل الآثار الضّارة الناجمة عن تقلّب أسعار المواد الأوليّة على الدخل القومي. وتحقيق قدر كافٍ من الإكتفاء الذاتي.
4) يترتّب على اقامة الصناعات التصديريّة زيادة نصيب المنتجات الصناعيّة من اجمالي الصادرات، ولا شكّ أن هذا يخفّف من المشكلات التي تواجه الصّادرات السوريّة الى الأسواق الصناعيّة المتقدّمة ولدينا فرصة الان في الاسواق الروسية والايرانية والصينية.
5) يؤدّي التصنيع الى زيادة الصادرات بصفة عامّة، وهو يؤدّي الى زيادة العملات الأجنبيّة اللازمة لشراء الواردات الوسيطة والرأسماليّة من أسواق الدول المتقدّمة. ونحن بحاجة ماسّة الى الدولارات حيث بدا في الفترة الأخيرة انخفاض كبيربسعر الليرة السورية تجاه الدولار الأمريكي.
6) يترتّب على زيادة الاستثمار في الصناعة، ازدياد طاقة هذا القطّاع على استيعاب القوى العاملة الناجمة عن الزيادة السكّانيّة حيث يدخل سوريا سنوياً 240000 لسوق العمل ويخرج من سوق العمل 100000 أي نحن بحاجة الى 140000 وظيفة سنوياً والتصنيع هو المصدر الرئيسي لاستيعاب هذا العدد الكبير من طالبي العمل بسبب نتائج الحرب الصهيو وهابية الفاجرة في سورية حيث نسب البطالة تصل الى 25%.
7) تؤدّي عملية التصنيع الى احداث تغيير جوهري في البنيان الاجتماعي والثقافي للمجتمع وإرساء قيم وعادات جديدة نتيجة للإختلاف الجوهري في طبيعة العمل الصناعي عن العمل الزراعي.
خاتمة
وبشكل عام أقول أن رئيسنا الشاب الدكتور بشار الأسد ركّز وتحدّث مطوّلاً عن التصدير في خطاب القسم وفي مناسبات اخرى وعلى الحكومة وجميع المعنيين ترجمة ذلك الى وقائع وحقائق فعليّة كي يتحقّق التغيير المنشود.
وأقول في خاتمة هذه العجالة السريعة:
لكي ننجح في الصناعة والزراعة ونعيد عجلة الانتاج الى الحركة السريعة ونصدّر الى الأسواق الدولية لا بدّ من اثبات الذّات والنجاح في السوق المحلّي أوّلاً واقناع الزبون والمستهلك بأن هذه السلعة جيّدة ورخيصة وتلبّي حاجة لـه ونستطيع في مقالة لاحقة أن نكتب عن السياسات التي يجب أن تتبع والتي تساهم عند اتّباعها في تطوير وإصلاح اقتصادنا الوطني
وبكل الاحوال سورية بحاجة الى انتاج وانجاز حقيقي بعد التدمير الممهنج للاقتصاد السوري الذي حصل منقبل اوباش العالم زعران امريكا وبني صهيون وبني سعود
عبد الرحمن تيشوري