ولد مهران يوسف في دمشق لعائلة تتكون من اخ واخت وهو الثالث، لوالد أرمني هاجر من لواء اسكندرون واستقر في دمشق، وتعرف على والدته وهي من الميدان في دمشق, تزوجها وعمل في صناعة «المشط» التي كانت مزدهرة تلك الأيام .
درس المرحلة الابتدائية في مدرسة يوحنا الدمشقي في القصاع القريبة من منزل أهله، أكمل الإعدادية والثانوية في مدارس الآسية في باب توما، وكان طيلة فترة دراسته من المتفوقين.
توفي والده وهو في العاشرة من عمره، فتولى شقيقه الأكبر رعايته، وبعد أن نال الشهادة الثانوية رغب أن يحقق حلم طفولته بأن يكون طياراً، فتقدم إلى الكلية الجوية ونجح، واستدعي بعد ذلك للالتحاق بالكلية، ولكنه لقي ممانعة كبيرة من أخيه، فصرف النظر عن هذا الموضوع.
وفي هذه الفترة سجل بجامعة دمشق, وعمل مديراً لمدرسة ابتدائية خاصة تابعة للأرمن. لكنه أهمل دراسته الجامعية.. و كان مغرماً بسماع الإذاعات، أحب صوت عادل خياطة وخلدون المالح وفؤاد شحادة، هؤلاء العمالقة الذين تعاقبوا على إذاعة دمشق قبل دخولهم في مجال التلفزيون.
في عام 19622 أعلن عن مسابقة لاختيار مذيعين. تقدم لها وكان من الناجحين مع عدد من المتقدمين ومنهم «أحمد زين العابدين ومحمد قطان وسمير رفعت والسيدة فطمة خزندار».
عمل في مجال الإذاعة بداية, ثم التلفزيون إضافة لعمله بالتدريس وهكذا إلى أن التقى ذات يوم مدير عام الإذاعة والتلفزيون الأستاذ عطية الجودة، وسأله عن الشهادة التي يحملها فقال له مهران: «بكالوريا» «فرد عليه بكلمات قاسية أثرت فيه، وقرر على أثرها متابعة الدراسة، ولكن لم يعد يسمح له بمتابعتها في جامعة دمشق بسبب مضي عشر سنوات على الشهادة الثانوية. لذلك سجل في بيروت ونال إجازة في الأدب العربي خلال أربع سنوات».
أحب مهران يوسف عمله واحترم القائمين عليه وكان دائماً يستمع لملاحظات كل الأصدقاء والمعنيين ولو كانوا شباباً وأصغر منه ،
لم تغر مهران يوسف المحطات الفضائية وقد عرض عليه العمل في قطر كما عرض عليّه عمل آخر في دبي ورفضه أيضاً، والسبب حبه العيش في سورية وفي هذا الخصوص قال سابقا:«عندي بلدي بالدنيا ولست مستعداً للذهاب لأي مكان آخر».
توفي الإعلامي والمذيع السوري مهران يوسف يوم الاثنين 25شباط 20133 إثر إصابته بنوبة قلبية عن عمر يناهز 77 عاماً، بعد مسيرة طويلة ومتميزة في العمل الإعلامي.
إعداد : محمد عزوز