بقلم : يامن أحمد
إنني على يقين بأن أعظم رفات للعدو هوأن رفات المشروع الإسرائيلي الأمريكي الأعرابي على سورية قد دفن في كل سورية وهي الرفات التي لن يستطيع أحدا في الوجود أن يجدها في عظام يهودي مقتول ولا في رفات جيش يهودي باسره قد دفن في الأرض السورية لأن سورية خسفت أدمغة وأحلام أمم من أخبث الأعداء في الوجود فما من هزيمة أقدس واشد هزيمة من أن تهزم وجود العدو وليس جسده فقط ..الروسي قد شارك بهذا الخسف وإلى اليوم الكثير منا لم يعتد على مشاهدة الحدث بحجم بلاغة الحرب العالمية على سورية.
الأدمغة العدائية لا تستنبط النصر بل تنفعل من الحدث ولا تتفاعل معه وقد تساعد العدو على تحقيق مكاسب كبرى ولهذا فإن العداء الروسي للأمريكان ومن معهم يدخل في منظومة سياسية فكرية غير قابلة لإسقاطها على سياسات دول غيرقطبية فهي تتبع الإحاطة بالحدث وتبني الإنتقام البارد بإستثمار الحدث وترويض الدول اللاقطبية العدوانية وإيجاد مسافات بين الحرب والعدو تمكن الروسي من تحقيق إنتصار سياسي وعسكري دون أن يواجه أية أخطار تضر به وبحلفائه كما حدث مع التركي . كما أن روسيا ليست مجرد حليف حربي للسوري فقط بل هي حليف يرتبط حلفه برؤيته المصيرية بتحقيق أمن وجوده في المنطقة ككل فعندما ارتقى شهداء من الحلفاء الروس في أحدى إعتداءات اليهود المحتلين على سورية اصبحت صواريخ اس 300 في يد دمشق من منا لايذكر السبب الرئيس في اسقاط الطائرة ايل 20 الروسية ؟؟ فقد كان الرد الروسي يفسح المسافة بين العدو والحرب ويزرع صواريخ اس 300 في دمشق حينئذ جن جنون الأمريكي والتقارير تتحدث عن أن طلعات لطائرات تجسس أمريكية لم تتوقف قبالة السواحل السورية وغيرها للبحث عن مكان تلك الصواريخ لتزويد تل أبيب بالمعلومات عنها .
إنني واحد من السوريين الذين يؤمنون بأن روسيا تحترم سياساتها وتحترم الحلفاء فعندما أسقط التركي الطائرة الروسية وقتل أحد طياريها قطع الروسي علاقاته مع التركي و وصلت مرحلة إعادة العلاقة إلى التعاقد على شراء صواريخ اس 400 لأن الروسي يعمل على الإنتصار الذي يحقق التوازن مع القطب الأمريكي وعندما عاد الروسي الى التركي عاد مع ايجاد خلل وفالق سياسي بين اردوغان وسيده الامريكي وهذا نصر لن يحققه النزاع العسكري السياسي الروسي التركي بل حققه التقارب من هذه الحقيقة تجب قراءة السياسات الروسية..
معظم الأنظمة العربية تخلت عن سورية في موقف موحد ضد سورية فهناك من خذل دمشق وذهب إلى تل أبيب وهناك من ضمن أمن حكمه بسلام مع العدو فمن حق الكثير من العرب والسوريين أن يشككوا في دور الحليف الروسي لأنهم اعتادوا خيانة من اقرب المقربين ولكن هذه روسيا وليست نظاما عربيا ولو شاءت البيع والشراء لكانت أذعنت لمليارات السعودي واخوانه فما قدم للروسي لكي يفك حلفه مع السوري لايجيز للعقل أن يشكك في عقلية الروسي فعندما يتقدم خطوة نحو العدو الصهيوني يكون قد أقصى تل ابيب أميالا عن حلمها بالتخلي عن الدعم بالعتاد العسكري المتطور الذي يمد به دمشق ..من حقك أن تخشى على سوريا من الروسي عندما يصطف مع الناتو ومن حق السوري أن يعتبر الوجود الروسي احتلالا عندما يماثل في دوره العسكري الدور الأمريكي الوهمي في القضاء على الإرهاب .
لم تعد الحروب تشبه سابقاتها ولم يعد النصر مبرمجا كما نشاهده ونعرفه نحن فالأمريكي مع جحافله لم يقدموا عظمة من رفات جندي إلى تل ابيب فما تفعله روسيا هو عملية اقصاء للامريكي وليس كما يقال دائما عن انتخابات صهيونية، إن الروسي لايقدم (الهدايا )بالمجان ولاهو من بالساذج كي ينسلخ من حلفه مع دمشق من أجل رفات ليبجل عدو دمشق على حساب الشهداء الروس الذين ارتقوا على أرض سوريا ..علينا أن نعتاد بأن نشاهد الروسي أكثر حنكة مما نظنه وأنه ليس سياسيا عربيا كي نخونه بل هو روسي يسعى إلى التمركز القطبي والتكامل مع الخواص من حلفائه وليس للإنصهار معهم وهذا مايحقق استقلال الحلفاء فمن يظن بأننا ننصهر مع سياسة الروسي القطبية فهذا غير منطقي لأننا بهذا سوف نرضى بسياسة الإنفتاح على العدو الصهيوني وهذا مالاترضاه دمشق ولذلك وجب أن نفرق بين سياسة القطب وسياستنا نحن ..
بعيدا عن جحافل التشويش و جيوش التكهنات والأقوال إنني أرى فوق فلسطين كيانا من الرفات حيث قام الخوف الذي خلفه إنتصار الجيش السوري المقاوم بتحنيط جوف كل يهودي محتل منهم حيث إنتصر السوري في مواقع عدة لم يستطيع اليهودي الإنتصار فيها في حرب مشابهة شنها ضد المقاومة اللبنانية في عام 2006 ..إنه الخوف الذي تحياه أنفس اليهود في تل أبيب الخوف الذي أنجبته أخطر هزائمهم في سوريا فما من هزيمة تلقاها اليهودي المحتل تشبه ما واجهه في سوريا وإسألوا فيلسوف إسرائيل برنار ليفي عن رفات أحلامه ورفات جيوشه في سورية ..فإن سلمت الرفات للرفات فقد إزداد عدد اليهود المحتل ميتا واحدا…