يــــــــــــــــــــوم الجـــــــــــــــــــلاء……………
…………..ليس الجلاء مغادرة العسكر، بل انهـاء عقابيـله، ومخلفاته،….
……..إذن لانزال في حرب الجلاء، فشدوا الهمم ليكون الجلاء الأخير….
المحامي محمد محسن
نعم تَمكن أجدادُنا العظام بتضحياتهم من طردِ العسكر الفرنسي، وعلى رأسهم الثوار [ سلطان باشا الأطرش، والشيخ صالح العلي، وابراهيم هنانو ] ولكن المستعمرين لم يرحلوا إلا بعد أن فتتوا بلادنا إلى دويلات، وشوهوا تاريخنا، وزرعوا ونموا ألف مرض خبيث ومرض، وعلى رأسها الطائفية والمذهبية، وتركوا لنا التخلف، وسرقوا الطاقات البشرية والمادية، وزرعوا العملاء البدلاء، والمثقفين المتغربين .
.
نعم تم الجلاء العسكري الأخير، قبل ما يزيد عن سبعين عاماً، في ذاك الزمن السحيق، رفض أجدادنا العظماء الدويلات الطائفية، أو المذهبية، أو القومية، وأصروا على تشكيل الدولة السورية الواحدة، فما بال جيلنا الآن؟؟ يتغذى ، وينام، ويصحو، على نداء الطائفية، والمذهبية، فهل أكلنا الزمن أم أكلناه ؟؟ إذن وبدون مواربة، أو تقليل، أو مبالغة، تخلفنا حضارياً بكل الأبعاد الحضارية، وعلى رأسها، البعد الانساني، والتضامن الاجتماعي، والثقافي، وحتى الديني، أي بات هناك خلل في أساسات هرمنا الأخلاقي، ولا نزال في الدرك الأسفل نعالج ما تركه الاستعمار من أمراض، ولم نخرج بعد للنور .
.
ولكن وحتى لا نجلد أنفسنا حد الاغماء، يجب أن نعترف أن الرأسمالية الغربية وعلى رأسها الأمريكية، التي تستدعي بنيتها الاقتصادية تحصيل الثروة، والثروة فقط، وذلك من خلال السيطرة على مقدرات الشعوب كل الشعوب، الغنية والفقيرة ، ساعية ( لإعادة نظام رق عالمي، وعبودية العالم القديم ) ولن يتم هذا إلا من خلال الحروب التي لا بأس أم يموت من جرائها عشرات الملايين من البشر، لأن الغاية تبرر الواسطة، وإن لم تُستخدم الحروب المباشرة، فهي حريصة أن لا يبقى شعب في العالم بحالة استقرار، لأن الاستقرار يخلق روح التوثب، والتطلع نحو المستقبل، وهذا من حيث النتيجة يمس بهيبة ـــ العبودية الغربية ـــ .
.
لذلك تحرص أمريكا وحلفاؤها على أن تبقى الشعوب في حالة ثبات، ـــ ستتيكوـــ بعد أن تربطها بشبكة عنكبوتية من الأزمات، أهمها تفكيك الثقافات الوطنية، لإشاعة الجهل الذي منه ينفذ كل العفن، وتسهيل أساليب الإلحاق والتشويه القيمي اللاإنساني، وتحقيق التبعية الثقافية، والعلمية، والاقتصادية، عن طريق الإمبراطوريات الاعلامية المسيطرة ، واستعباد العالم من خلال احتكار العملة الصعبة المهيمنة ـــ الدولار ـــ، وأدواته من البنوك والمصارف الدولية، لأن كل شيء حلال، ومسموح، في عقيدة المرابين الدوليين، الذين يعتبرون المنظمين الحقيقيين للحروب، لتأسيس حضارة النقود .
.
إذن لسنا وحدنا في أتون الحرب، بل الحروب تشمل العالم، لكن بأشكال مختلفة، منها الحروب العسكرية، ومنها الحروب الاقتصادية، ومنها الحروب النفسية، التي تأخذ أحيناً صيغة الحروب المذهبية، وغالباً ما تكون هذه الحروب مجتمعة ـــ كحالنا نحن الآن ـــ كما ان أي حرب من الحروب، لا يمكن أن تكون موجهة لدولة واحدة من الدول، بل لابد وان تشمل أو تمس مصالح بعض الدول الأخرى ـــ كحربنا الآن ـــ
.
هاجمنا معسكر العدوان، بكل أسلحته الفتاكة، العسكرية، والمذهبية، والنفسية، وفشلت كلها أو كادت، وحقق جيشنا وشعبنا انتصاراً سيسجله التاريخ أنه كان انتصاراً مؤزراً لمصلحة العالم كل العالم، الساعي نحو الحرية والاستقرار والتقدم، طبعاً تم ذلك بمساعدة الحلفاء والأصدقاء، ـــ ليس في هذا أية مبالغة ـــ لأن جميع شعوب العالم بما فيها الشعب الأمريكي ذاته، تسعى للخلاص من فك الرأسمالية المتوحشة ، التي ان استمرت ستلغي انسانية الإنسان .
.
طبعاً وكما قلنا الحرب التي لانزال نئن تحت وطأتها، رغم مراراتها التي انعكست على الكبير والصغير في بلادنا، هي لم تكن إلا حرب تمهيدية لحصار روسيا، والصين، وإيران، والإجهاز على جميع مجالات هذه الدول الحيوية، طبعاً يتبعها سحق جميع القوى والتيارات المقاومة وعلى رأسها حزب الله والمقاومة الفلسطينية، من هنا بادرت روسيا الدخول إلى الميدان السوري، بجيشها، وطيرانها، وأسلحتها، وكذلك إيران، وحزب الله، وما كانت الصين إلا مساهمة فعالة أو يجب أن تكون في مجالات أخرى .
.
لذلك فالانتصار الذي لم يصبح ناجزاً هو مسجل لمصلحتنا ومصلحة هذه الدول وغيرها، كل بحسب مصلحته منها، خسرنا نحن السوريين الكثير الكثير من الأرواح الزكية ، ودماراً حضارياً عمرانياً واجتماعياً، والذي لا يمكن حصره لا بمقال ولا بمئات الكتب، وكذلك خسر الحلفاء والأصدقاء كل بمقدار،
………..أما الانتصار الذي لا يمكن حصره أيضاً، فلا يمكن موازنته إلا من خلال ما كان مخططاً لما سيكون ، ـــ فلا تقليل، ولا مبالغة، فيما سأحبر ـــ .
تفتيت البلد إلى خمس كانتونات على الأقل على أسس مذهبية، وقومية، متصارعة حتى يوم الدين، تحت اشراف اسرائيلي مباشر، الوكيل الحصري لأمريكا، أي اعادة بلادنا إلى ( عهد الرق الاسرائيلي ) الذي يعتبر كل من ليس يهودياً هو كالسائمة، لهم الحق في استعباده ـــ كوكونتا كونتي الأفريقي ـــ أو حتى ذبحه واستخدام دمه من اجل ” الفطير اليهودي “، أو اغتصابه، أو بقر بطنه، ليس في سورية فحسب : بل لكل شعوب المنطقة العربية وغير العربية ، ولن تنجو منه حتى تركيا، أو الدول الافريقية، وغيرهما من هذا الواقع .
.
إذن وضمن جميع المعايير الدولية، أو المحلية، أو حتى الفردية، نحن حققنا مساحة واسعة من الحرية، لم نكن لنحلم بها، ولكن لم تكتمل بعد بكل أبعادها .
.
وحققت روسيا والصين، مشروع بناء القطب العالمي الجديد، على الميدان السوري، ولكن لا يمكن استكمال بنائه وقدراته إلا من خلال الانتصار في الميدان السوري، إذن المصلحة مشتركة لنا ولحلفائنا، ولا يمكن أن تتحقق أية مصلحة لأي منا إلا بتحقق مصلحة جميع دول التحالف الأخرى .
.
من هنا كان التحالف مصيرياً لا يمكن فكه، ولا يجوز فصمه ، ولا يجوز حتى جرحه .
.
وعلينا أن نعلم أن هذا القطب وبعد بلوغه سن الرشد، هو الأداة الوحيدة التي ستوقف التوحش الأمريكي عند حدوده، وبالتالي لا يجوز أن يتطلع العالم وبخاصة العالم الثالث، لأي بارقة للحرية، إلا من خلال هذا الحلف، القادر وحده أن يقول لأمريكا [ قفي ]، لم يعد العالم مستباحاً .
.
استناداً على ما تقدم، على كل مواطن سوري، رغم جرحه الغائر، بسبب استشهاد قريب أو عزيز، أو بسبب تدمير منزله، أو بسبب تشرده، أو بسبب جوعه وفقره، أو بسبب عدم توفر الحاجات الضرورية له ولأسرته، أو، أو، عليه أن يعتز بانتصار وطنه، الذي تحقق، والذي ساهم فيه من خلال مشاركته في الجهد العسكري، أو من خلال عمله في الانتاج، ، أو من خلال مساهمته ـــ بالطبطبة ـــ على كتف مواطن متعب، أو من خلال كلمة، أو جملة، أو مقال، قصد من خلاله زرع روح التحدي، ونشر الأمل في غد أفضل .
.
والرد على الحرب النفسية، والاقتصادية الشرسة، حرب التجويع، ومحاولة لي زراع المواطن الصابر، ودفعه للاستسلام، الذي لم يتمكنوا من كسر صموده، من خلال كل الويلات العسكرية، وما جاورها، وخلال تسع من سنوات، التحمل، والصبر، والتحدي، والموجهة.
.
……….. فهـــل نستــســلم بعــــد كــــل ما قدمــــــنا؟؟؟؟؟؟
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
………….. فإلى المواطن العربي السوري، الذي فقد فلذة كبده، أو منزله، أو الذي لا يملك ما يسد به حاجاته، من الطعام، أو الكساء، أو حتى البنزين، والذي تحمل ما لم تتحمله الجبال الراسيات، والذي صبر تسعاً من السنين .
……..لن تفل الحرب الاقتصادية النفسية الأمريكية في عضدك، أنت الذي أذهل صمودك الدنيا عليك أن تعلم :
…………بأنك تساهم في تحقيق الجلاء الحقيقي النهائي……..
………………. وذلك بنسف [ داء الغربنة ، وداء المذهبية ]
…………………………وإننا لمنتصرون ….