…قصيد للشاعر السوري الدكتور شادي عمار
يطلقون أفواههم على أجنحتك!
لذا تصبح المدينة بلا بيوتها التاريخية،
ويجلس أصحابها العجائز
ينتظرون البنايات الحديثة
بنهمٍ لفتاة لم تتجاوز العاشرة!
يحرقون بشخيرهم
رياضَ الدهشة والفراشات،
وكعاقبة مطر نيسان المتأخر،
تعفّن أجفانهم
ويغدو الكرى حاكماً مطلقاً رغم أزمة الوقود والأرواح!!
يسرعون إلى الإصابة بالرصاصات الطائشة الشهيّة،
وأنت غرابٌ هرمٌ من المواخير،
عارٍ من ريشه
لكثرة ماصنع من الأكفان.
قريباً من فرعون،
المتلذّذ بالعذارى الغارقات،
والتماسيح تمزّقهنّ
وتطرح في أرحامهنّ
الأديان،
أقفُ…
ناطحات السّحاب التي
لم تُكْسَ بعد،
لاتقي من المطر،
الوجوه من
” العائدون إلى حضن الوطن”
بائعي اليانصيب المغشوش،
الجوّال الذي لايني يستقبل رسائل الشركة غير الرابحة أبداً،
صراخ الأزواج،
بكاء الأطفال،
وأعياد الطوائف والقومية،
تنزّ قيحها في عينيَّ
وتمضي.
أفلتُ حبال نجاتي
واحداً واحداً،
وأهاجرُ إلى الوحشة،
أتعلّم الغرق والموت والمرض،
أدّعي أن الخمرَ وجوهٌ جميلة، والسّكرُ رحيلها!
أخبّئُ ملامحهم
في محفظتي،
وأناولهم لسائق الحافلة
المتّجهة صوب البندقيّة!
الآن عرفتُ
لِمَ تشبه مدن بلادي القنابل!
فهي كراتٌ سوداء كبيرة
على الخريطة،
مهدّدةٌ بالانفجار في
أيّ فصلٍ خلا الربيع!