”للشاعرة سمية الحمايدة إعداد الكاتب والناقد أيمن دراوشة
\
اخترت لكم هذا النص للشاعرة الأردنية سمية الحمايدة
“أيها المارق”
في كل نص أقرؤه لها أرى مسافة جديدة يجسدها ذلك النمط الشعري الذي هو بين الفصحى والفصحى العامية الراقية ” تتضافر فيه القضايا لتصنع التجربة المميزة ذات طبيعة تجادلية : اللعب مع الجد ، التخطيط مع التأسيس النابض حداثته مع القديم التليد ، مع الميتافيزيقيا الضارب غيبيته وروحانيته ، بحيث شكلت الأضفورات في النهاية صرخة متعددة الروافد ترفض من خلالها الشاعرة إلا أن تجمع بين ما لا يجتمع ، تحاول أن تجتاز المكتمل وتضعه كمجرد طرف في صراع تكرار عالمها الكثيف ، فإذا ما تابعنا المستوى البنائي للشاعرة سمية الحمايدة فسنجد أن استخدامها للضمير والزمن الشعري والتكرار الملح، يؤكد الحضور الإنساني القوي، لذلك كان المستوى البنائي لدى شاعرتنا متعدد الأشكال يمثل تداخلا في المنضورات والأصوات الرئيسة والمونولوج الداخلي يعطي التوتر الذاتي، وفرصة إثراء الشاعرة لما يحيط بها ويعطي أيضا حسن التفاعل الخلاق بين الماضي والحاضر ليفضي إلى نظرة مستقبلية ناضجة.
————————————————————————
أيها المارق
تمهل
فكل من مرً مسرعًا
عاد يبحث عن منديل أبيض
طرز طرفه أول حروف الهجاء
بلون أحمر
متمهلا
وماذا بعد
؟ أن نفذت علبة ثقاب
وخطوات متعثرة
وشهوة عبور الزمن
فهل كنت تشاء
أم شاء من شاء؟
فلم يكن طول القامة
انتصار
أو فتات أموال
أو تعدد أحوال
فمن هزمته تفاحة
لن يرتق ثقب بنطال
وسَوءة أغلال
وعبودية
أورثتها أوراق تين شفافة
فما كنت مشًاء
بل شاء من شاء…
فيا أيها الطارق
ليلا
سأهديك يومًا
مصباح علاء الدين
قد سقط متعثرًا
ببذور تفاح
تكومت
على قبور الأفياء