مفيدة الوسلاتي
تتدلَّى الفكرة على حبل غسيل
كقطعة قماش
ناصعة
الأوهام
أو
أو كبِزّة عسكرية
مهترئة لجندي جاء لتوّه
من حرب
لم يرغب في خوذها
الجنديّ الذي زُجّ به في حرب الكبار
عاد لبلدته
بنصف جسد
ودماغ مثقوب
يودّ لو يعانق الحجر
ليستشفّ منه بعض الذكريات
هنا كانت غرفة الجلوس
يرمقه مقعد أبيه المقلوب بنصف ساق
كان أبوه يعشق النّرجيلة ومشاهدة التلفاز
وهنا كان مطبخ أمّه
أين تلك الأبخرة الشّهية
أين الأماني أين الضحكات
البلدة زارها الخراب
خلف بقايا نوافذ بيوتها المشرّعة
كلّ الأشياء تحتضر
هكذا
دون استئذان
يتسعٰ للمهادنة
ترك
الراحلون
منها
الياسمين معلّقا
على أعناق المباني
الصيّاد الذي يرمي شباكه
كلّ مرّة
يشتعل كلّه
حين لا يجد فيها غير أوعية الرّصاص
يرتعش نبضه
حين يرتفع المدّ
فيغوص تحت رقعة الأمواج
لكي يظفر بمكان آمن
أو يرحل نحو ضفّة أخرى
وفي الجموحِ النجميِّ ، نشوةٌ مُستحيلةٌ
تتناسخ هالاتُها من جمرالحنين
ينادي حكيم
من يغير هذا السناريو الكئيب لأحداث العالم
من يرفع الغطاء
أيها التائه في الملكوت
انظر هنالك
بعيدا في السماء
عصفورعائد
يلهثُ
آت يحمل قشّة
ليبني عشّه جِسرا
بين خِربتين