منذر يحيى عيسى
.( مقطع من قصيدة الغياب…..داعبت أوتار قلبي ونقلتني إلى فضاءات الراحلين).
……
وتَرَكْتَني وحدي أنازعُ يا أبي ..
لم أُحْصِ كم سَنَةٍ مضتْ ..
لم تنتظرْني كي تعلِّمَني الخلاصَ على يديكَ ..
أو الرَّحيلَ كما رَحَلْتَ على يديَّ ..
نسيتُ لونَ الماء ..
أو شكلَ الإناءِ ..
لا تَرَفَاً ..
ولكنّ الحقيقةَ يا أبي مثلُ الطفولةِ لا تعي الألوانَ والأشكالَ إلا ذاتَها ..
لم أَقْلَعْ لحدِّ الآن أسنانَ الطفولةِ يا أبي ..
لَبَنيَّةٌ ظلَّتْ ..
كأني لم أزل طفلاً على تلكَ السَّليقَةِ ..
كلَّما حاولتُ قطعَ الحبلِ لا أقوى على وجَعِ القطيعةِ أو على النسيانِ ..
من منَّا يا أبي لا يستحقُّ الحبَّ ..
أضحتْ ذاتُ (جلَّ جلالُها ) شمساً على ظهرِ الظَّهيرةِ ..
أو كما كانت تُرى قمرأ يُطلَّ عليّ من عليائِهِ ..