برفسور عبد الله أحمد
من جديد نشهد عدوان إسرائيليا بربريا يستهدف الشعب والدولة السورية ،هذا العدوان أستهدف المدنيين والمشاهد في صحنايا تثبت مرة أخرى أن العدوان يستهدف إرادة وعزيمة السوريين .
من جهة أخرى تصدى الدفاعات السورية وبجدارة لهذا العدوان يؤكد قدرة وكفاءة المقاتل والجيش السوري رغم الحرب المركبة التي
استهدفت سورية دولة وجيشا وشعبا خلال السنوات الثامنة الماضية ويؤشر إلى استعادة هذه الجيش لقدراته القتالية بشكل كبير ..
ولكن هل ارتقي الإعلام إلى مستوى الحدث ؟
في الخطاب والمقاربات الإعلامية ليس المطلوب أن نطلق تحليلات “خنفشارية” حول سبب العدوان (أزمة إسرائيلية داخلية – محاولات فرض شروط في التسوية ، هزيمة الوكيل). فالحدث هو العدوان البربري …وهذا العدوان المستمر منذ سنوات وهو يهدف إلى تكريس قواعد اشتباك لصالح هذا العدو (أي أنه يريد إثبات أنه قادر على ضرب أي أهداف في أي وقت في سورية ، ويريد القول أنة لا يقيم وزنا لأي توازنات جيواستراتيجية في المنطقة ) ويبقى الهدف الأساسي هو العمل على تدمير سورية وفرض شروط عليها كونها الدولة المحورية في الشرق – سورية بوابة التاريخ وعمود توازن المنطقة والعالم والدرع الذي يمنع إسرائيل من تحقيق طموحاتها التوسعية التلمودية المعتمدة على الأساطير
وهكذا كان المفترض من الإعلام أن يبن ذلك ، وأن يركز على أن هذا العدوان يستهدف المدنيين (من خلال برامج وتغطية واسعة للابنة المدمرة والضحايا المدنيين ) ولم يكن مطلوبا أبدا القول (أن الضغط الناتج عن الصواريخ قد سبب ذلك …ولا يكفي عرض بعض الصور السريعة)، من جهة أخرى كان من المفترض أن يركز الخبراء العسكريين على مهارة الجندي السوري والدفاع الجوي في إسقاط الصواريخ المختلفة الحديثة والذكية باستخدام صواريخ S200 وغيرها من التقنيات القديمة نسبيا .(وعلى معدي البرامج تبيان ذلك من خلال تقنية الانفو غراف وبشكل محترف)
صحيح أن القيادة العسكرية والسياسية هي وحدها(ونحن نثق بها) من يستطيع تقدير مستوى الرد و توقيته ، إلا أن الشعب السوري بمجمله يريد أن يتم الرد المباشر على العدوان (المطار بالمطار والمدينة بالمدينة ) ونحن قادرين على ذلك ، وإسرائيل لا تستطيع فتح جبهة الشمال وتحمل تداعيات الحرب ، العالم لا يعترف إلا بالقوة …ولا يتعاطف إلا مع القوي …ونأمل أن نصل إلى هذه المرحلة قريبا ، ولا يكفي محاربة عملاء إسرائيل من إرهابيين وانفصاليين وعملاء وإنما لا بد من محاربة الأصيل والوكيل
وفي الحديث عن محور المقاومة …نحن المحور ونحن من يدفع الثمن و يتعرض للعدوان …ولابد من إيصال الرسالة إلى العدو (العين بالعين) والى الصديق بأن صبر السوريين قد نفذ .