…..يسعى العملاء منهم إلى دفعهم دفعاً إلى أن يشكلوا البؤرة الاسرائيلية الثانية
…..استغلوا العدوان الأمريكي على شعوب المنطقة معتمدين العـون الإسرائيلي
المحامي محمد محسن
.
من هنا كان مقتل الانفصاليين الأكراد .
.
من هنا كان مقتل الانفصاليين الأكراد ، [ تحالفهم بالعلن مع اسرائيل ] ، أصبحوا تلقائياً ليسوا في موقع المواطنين في الدول التي يتواجدون فيها ، ولا حتى في موقع الجار الصديق ، بل أخذوا موقع البؤرة المعادية ، وفي العلن وبوضح النهار !! .
وبكل الغيرة على تاريخ ومستقبل الأكراد الوطنيين ، أقول هذه المواقف ليست جديدة ، فلقد سبقهم على ذلك البرزاني الأب ، الذي وضعهم في حلف مع العدو الاسرائيلي الأشر ، منذ تمرده الأول ، ومشى الابن العميل والطامح على خطى والده ، فتحالف علناً مع غزاة العراق الأمريكيين وغيرهم ، وشكل من شمال العراق قاعدة انطلاق لتدمير العراق ، كما أثرى على حساب افقار وعوز شعب العراق المحاصر، وجاءت محاولته الانفصالية كفرصة ، مستغلاً سيطرة الارهابيين على ثلثي العراق ، فأجرى استفتاءً تحت اشراف ( برنار ليفي ) الصهيوني ، كما رفع أنصاره الرايات الصهيونية فوق صناديق الاستفتاء الصوري ، ولكن الحشد الشعبي العراقي وفصائل المقاومة ، ضربوه في وجهه ، وأعادوه إلى حجمه ، وجاهل من يعتقد أن هذه السقطات القاتلة ستنسى .
.
أما الانفصاليون الأكراد السوريين ، الذين غالبيتهم جاء هارباً من وجه الجيش التركي ، واستقبلتهم سورية ، كما استقبلت قائدهم أوجلان ، وأطعمتهم ، وآوتهم ، ولكن وعند الموجة الأولى من ( الربيع العربي ) ، كانوا في الصفوف الأولى من قطعان المتمردين العملاء ، كما شاركوا في المؤتمرات الأولى للمعارضات العميلة في استنبول ، وهناك نادوا بالانفصال ، فطردهم أردوغان من أراضيه ، وراح ( صالح مسلم ) الذي دافعت عنه وعن رفاقه ال / 77 / موقوفاً أمام محكمة أمن الدولة مجاناً ، راح يزاود على جميع قوى المعارضات الأخرى ، لأنه راح يطالب بالانفصال ولو جاءت مطالباته ملغومة ، وهم الآن يعيشون تحت الحماية الأمريكية ، وبدعم اسرائيلي مباشر .
.
ولكن الذي كسر جرتهم الوطنية ، وقطع آخر خيط بينهم وبين الوطن الذي كان وطنهم ، حتى شعرة معاوية ، ما أقدمت عليه ( قسد ) الانفصالية ، وذلك من خلال اعطاء التفويض للصهيوني ( كاهانا ) الذي يحمل الهوية الأمريكية بتصدير النفط المسروق من الأراضي السورية إلى اسرائيل مباشرة ، والمأمول أن تصل كميتها يومياً إلى /650 / ألف برميل يومياً ، ثم استولوا عنوة على كمية / 600 / ألف طن من القمح كانت الحكومة السورية قد دفعت ثمنها إلى الفلاحين ، وهم لايزالون يستقوون بأمريكا وحلفائها من الأوروبيين ، الذين دمروا سورية ، وفي كل يوم يجاهرون قولاً وفعلاً بعدائهم للوطن الذي استقبلهم .
.
…….موقـــف الــدول الأربـع مـن الدعـوات الانفصـالية الكـردية ؟،
.
لا تجتمع الدول الأربع [ سورية ، والعراق ، وإيران ، وتركيا ] التي تستضيف الأكراد على قضية واحدة ، أكثر من اجتماعها على معاداة الدعوات الانفصالية الكردية ، وبخاصة بعد تحالفهم الوقح كما قلنا مع أمريكا والصهيونية العالمية ، واعتمادهم على دعم العدو الأمريكي المباشر ، الذي قسم العراق إلى ثلاث تجمعات مذهبية وقومية ، وسرح جيشه العظيم ، وهو يقود الحرب على سورية الآن ويدمرها ، ويحاصر ايران اقتصادياً وسياسياً ، أما تركيا فهناك خلاف كبير بين الحليفين أمريكا وتركيا ، بشأن دعواتهم الانفصالية في سورية وتركيا .
.
………. مــا خســروه وإلـى الأبـد نتيـجة تحالفـهم ضـد أوطانهم ؟؟
بعد كل هذه المواقف ليست المعادية بل الخيانية : يقودنا المنطق إلى أنه وبعد تعافي المنطقة من جراحها ، وهذا ليس ببعيد ، سيجدون الدول الأربع لأول مرة تتكاتف في مواجهتهم ، في أماكن تواجدهم في تلك الدول ، وسيكونون الخاسرين تاريخياً ، لأن الانفصاليين الأكراد أخذوا موقع القوى العميلة لأعداء شعوب المنطقة ، في الزمن الصعب بدلاً من التضامن مع الشعوب التي يعيشون في ظهرانيها ، لمواجهة العدو الذي يجب ان يكون مشتركاً بالمفهوم الوطني ، من هنا يحق عليهم العقاب الأشد ، بسبب تعاملهم مع اعداء شعوب المنطقة وبخاصة موقفهم التحالفي مع اسرائيل ، حتى المكاسب التي كان من المأمول لهم تحقيقها في حال التوافق الوطني ، خسروها ، لأن الاستقواء والتلطي خلف ظهر العدو الأمريكي ـــ الصهيوني ، أفقدهم حتى التعاطف الشعبي العاطفي لهم .
.
……….[ فـــما هـــــو مصــــيرهم فــــي هــــذه المنـــطقة ؟ ]
…[ وهل يمكن ان يدرك العقلاء منهم هذه المعادلة قبل فوات الأوان ،؟؟ ]
.
نجزم بالقطع أن لا مستقبل لهم في المنطقة كدولة ، أو كدول بعد الآن ، حتى إن كان هناك بصيص احتمال في السابق فلقد ضيعوه وإلى الأبد ، لأنهم كانوا يوظفون الخلافات بين الدول التي تحتضنهم ، سبباً جدياً لإحياء آمالهم في الانفصال ، ولكن هذه المرة وبعد تحالفهم مع اسرائيل ، والاستقواء بالجيش الأمريكي ، دفعت وستدفع هذه الدول حتماً إلى نسيان تناقضاتها البينية ، والتعاون لسحق تمرداتهم ، والزمن الذي استثمروا فيه الخلاف بين تركيا وسورية ، حيث هربوا من أمام الجيش التركي ، ومن فقرهم ، إلى سورية بمئات الآلاف ، [ وهم يردون الجميل لسورية الآن ، وذلك بطعنها في الظهر!! ] حتى هذه الحالة قد باتت من منسيات التاريخ وغير ممكنة بعد تغولهم في عدائهم للدول الأربع .
.
……….المنــــطقة كلـــها أمــــام حــــالة تغيـــير وانتــــقال !!
لم يعد الزمن أمريكياً ، بعد أن ظهرت أمريكا المتوحشة على حقيقتها ، وبعد أن دمرت العراق وسورية ، كما دمرت بقية الدول العربية وغير العربية ، بحروب عبثية تدميرية ، كان نتيجتها فقط تدمير ما أنتجته الشعوب من تقدم حضاري ، ولكنها كانت النتيجة أن خسرت أمريكا حروبها ، وسمعتها ، وما جاءت من أجله ، وشكلت محرضاً عملياً لولادة القطب المشرقي المنافس ، والذي لن يوقف جذوة توحشها ، بل سيشكل رادعاً لها ، يدفعها إلى الانكفاء داخل حدودها ، وسيصل الحال بالتأكيد إلى أن الحلفاء الأوربيين ، سيهتبلون هذه الفرصة المواتية ، التاريخية ، للتفكير والعمل على الخروج من تحت وطأة الاحتلال الأمريكي لهم الذي حل منذ عام / 1948 / ، وسرق أسواقهم ، وأخذ موقعهم الامبراطوري ، وأرضخهم لسياساته ، ولقد بدأت مبشرات هذه المواقف ، من خلال التعارضات السياسية ، وحتى الاقتصادية مع أمريكا ، ليس هذا وحسب ، بل أنا أثق كما أكدت منذ سنين ان بعض الدول الأوروبية ستتفلت من الخناق الأمريكي تدريجياً ، وستتوجه شرقاً حيث مصلحتها .
.
…….فكـيف سيكـون علـــيه حـال القـوى الكـردية الانفـصالية بعد لأي ؟؟
التطورات الدراماتيكية في المنطقة والمتسارعة ، ستعطي منعكساتها على كل حلفاء وعملاء أمريكا في المنطقة ، فستسقط ممالك وإمارات ، لقدمها ، وعدم صلاحيتها للمستقبل ، أما اسرائيل فأنا أكتفي وأتبنى ما قاله السيد حسن نصر الله عنها ، نعم هي في أسوأ مرحلة تاريخية مرت عليها منذ التأسيس .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ فكيف سيكون عليه مستقبل القوى الانفصالية الكردية ، ضمن هذا المخاض ، والسيرورة ، والصيرورة ، التاريخيتين ؟؟ ]
.
أليس تساؤلاً مشروعاً ؟؟ ، وهم في وضع لا يحسدون عليه ، باتوا أعداءً للدول الأربع ، وبالتالي يعيشون حالة حصار جغرافي ــــ اقتصادي ــــ سياسي ، وحرقوا جميع السفن مع الأوطان التي كانت أوطانهم ، فلا عودة لهم ، فلا درب لهم لا في الأرض ولا في السماء ، إلا من خلال دولة من الدول الأربع وهذا بات من المستحيلات .
وهل يعتقدون أن أمريكا ستبقى في حمايتهم ، كرما سواد عيون ( البرزاني , وصالح مسلم) ، كما أن تبعيتهم لأمريكا واسرائيل ، أفقدتهم حتى بعض التعاطف المشارقي معهم .
وسأُذَكِرُ العقلاء منهم بأن المنطقة كلها في حركة موارة ، وتغير في موازين القوى ، وأذكرهم أن محور المقاومة قد بات قوياً وممتداً من إيران إلى فلسطين مروراً بالعراق وسورية ولبنان ،وهو كفيل بتغيير جميع المعادلات في المنطقة .