توفي أول أمس الثلاثاء 13 ديسمبر 2022، المفكر اليمني الشهير وأستاذ الفلسفة في جامعة صنعاء د. أبوبكر السقاف في أحد مستشفيات العاصمة الروسية موسكو عن عمر 88 عاماً بعد معاناة طويلة مع المرض.
هو أستاذ الفلسفة الأبرز في اليمن والجزيرة العربية، وكان على سرير المرض لوقت طويل بموسكو.
ولد السقاف في منطقة الوهط في محافظة لحج عام 1934 نشأ وتربى في بيئة معرفية تهتم بالعلم.، تعلم قيم ومعارف المدرسة التقليدية،وبعد ثورة 1952 في مصر، كان من الطلاب الأوائل الذين التحقوا بالجامعات المصرية، حيث نشط واجتهد في التحصيل العلمي، وفي الانفتاح على تيارات العصر الحديث وفلسفاته المختلفة، وتابع باهتمام التطورات الفكرية والأدبية والسياسية في العصر والمنطقة العربية واليمن بصورة خاصة. انتقل إلى الاتحاد السوفيتي السابق، وعاد بعد ذلك إلى صنعاء حيث عمل استاذاً في قسم الفلسفة منذ تأسيس القسم و حتى تقاعده.
اشتغل على الجانب الفكري وعرف عنه معارضته لانظمة الحكم المختلفة، واشتهر بكتاباته الناقدة والداعية للحداثة والعدالة، كما وكانت له مقالات أسبوعية في صحف “الأيام” و”التجمع” والنداء، وتعرض بسبب موافقه تلك للمطاردة والضرب.
في العام 1955 انتخب السقاف رئيساً في المؤتمر العام للطلاب اليمنيين في القاهرة، ومن خلال موقعه ارتبط بعلاقات وطيدة مع الحركة النقابية العالمية.غادر السقاف مع زملائه إلى شمال اليمن، حيث تم ابتعاثهم مرة آخرى إلى دول المعسكر الاشتراكي، ودرس في موسكو الفلسفة، وتعمق في دراسة الفكر الفلسفي في مراحله المختلفة.
صدر له عدة كتب منها ” كتابات ودراسات فكرية وأدبية»، ” كتابات»، والمجلد الأول من قصة حياته «دفاعاً عن الحرية والإنسان، كما وعرف بكتابه المهم «الجمهورية بين السلطنة والقبيلة» الذي نشر في تسعينيات القرن الماضي باسم مستعار محمد عبدالسلام، واعيد طباعته مجدداً اخيراً باسمه الحقيقي .
عمل السقاف من خلال موقعه كاستاذ في جامعة صنعاء على تعليم طلابة العقلانية واحترام حقوق الإنسان، و كان لذلك الاثر الكبير على طلاب العلم؛ وهو ما دفع بالسلطات للتضييق عليه، وحرمانه من الراتب لعدة أشهر حتى انتصر بالقضاء.
بعد نحو عامين على بداية الحرب في اليمن غادر المفكر الكبير مدينته التي عاش فيها خمسين عاماً مرغماً، ليقضي بقية حياته مع زوجته التي اختارت البقاء في بلدها عندما عاد إلى اليمن، ولكن حالته الصحية بدات في التدهور خلال الاشهر الاخيرة و فارق الحياة فجر “الثلاثاء” بعيداً عن محبيه.
إعداد : محمد عزوز
عن ( صحف ومواقع )