…أمريــكا لم تعــد تجــيد لعــبة الحــروب
……………..قـــوة فائـــقة القـــدرة يوجــهها تاجـــر
……………..عنـدما تتـراكم الهـزائم تضيـع الحـكمة
المحامي محمد محسن
القوي المتبجح ، المتباهي ، يستخف بخصومه ، ولا يعير كبير اهتمام لمعاركه ، ومواجهاته ، فهو منتصر لامحالة ، فيصل به الطيش حداً يجعله لا يراجع حساباته ، فما يلهيه احساسه أنه قوي ، والعالم من حوله يعترفون بذلك ، بل البعض يرفع له الراية مستسلماً بدون قتال ، والبعض يستقوي به ويطلب حمايته .
……………….مــــاذا فعــــلت أمريـــكا فـــي العــــالم ؟؟؟
هذا هو وضع أمريكا القوية ، الجبارة ، المتحكمة ، التي حكمت العالم ، ولا تزال مع تفلت في بعض المواقع ، دمرت افغانستان ، وقسمت يوغسلافيا تيتو ، واستعدت بعضاً من شعب جورجيا على بعض فقسمتها إلى دولتين ، وكذلك فعلت في وأوكرانيا ، دمرت وفتت العراق الواحد فأصبح عراق للعرب ، وهذا قسمته إلى قسمين ، وعراق للأكراد ، ودمرت ليبيا ولا تزال تدمرها ، وهي الآن غارقة حتى الأذنين في تدمير سورية واليمن .
…………ما هي متممات الحروب الأمريكية التي قادتها ، وحركتها ؟؟؟
أعلنت حصار الجمهورية الاسلامية في إيران ، منذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيها ايران وقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية العادلة ، وحركت اجراءها ـــ لم يصلوا بعد إلى درجة العملاء ـــ في الخليج ، وأشعلت فتيل الاحساس بالقوة عند صدام حسين ، فدامت الحرب ثمان من السنوات ، دمرت فيها ايران ، وأعطت المبرر لضرب العراق ، فأصبحت إيران عدو تاريخي لأمريكا .
حولت افغانستان إلى دولة ما قبل التاريخ الكل يقاتل الكل ، وحولت يوغسلافيا إلى كانتونات خمسة الكل يعادي الكل ، ومزقت العراق وجوعت شعبه الغني ، وكذلك فعلت في جورجيا ، وأوكرانيا ، وأشعلت نار الحرب في ليبيا ، ولن تنطفىء ـــ لكنها ستنطفىء بعد أن يستيقظ شعبها على المحنة الأمريكية ـــ .
استولدت في مخابرها مستعينة بمعادلات الفقه الوهابي السعودي طاعون الارهاب ، فدمر سورية ولايزال ، ودمرت اليمن تحت راية بني سعود .
……………..ما هو مردود هذه الحروب التي قادتها ؟؟؟
سيبقى شعب افغانستان يلعن أمريكا حتى تسقط أمريكا عن جبروتها ـــ ولن يطول بها المقام ـــ وكذلك ستلعنها جميع الشعوب التي قتلت ابناءها ، ودمرت حضاراتها .
ولن تبقى الأمور في حيز اللعن ، بل ستتكاتف جميع الشعوب التي لم تكتف أمريكا بتدميرها ، فستتلاقى هذه الدول المظلومة ، بحكم المعاناة ، والمصلحة ، والعداوة المشتركة ، والرغبة في الثأر ، مع الدول [ التي كانت أمريكا تتهيأ للقفزة الثانية ، لو ربحت حروبها التي حددناها ، والتي كانت تعتبر تلك الحروب ما هي إلا توطئة لحصارها ، ومن ثم تفكيكها ، والباقي يتبع ، فكل الاحتمالات واردة ، وعلى رأسها ( روسيا ، والصين ، والهند وغيرها ) ولا تتورع من تدميرها ، فكل الاحتمالات واردة ، ] .
…………….[ نعم ستتلاقى الدول التي وقع عليها الظلم التاريخي ،
…………………………[ مع دول القفزة الثانية ]
………………….[وستشكل القطب المواجه بل شكلت ]
ــــــــــــ ما خسرته أمريكا ، وماذا كان يقتضي واجبها الحضاري ــــــــــــ
تقول بعض الاحصائيات أن أمريكا خسرت ( مالاً وليس رجالاً ) في حروبها الي خسرتها جميعها / ثمانية ترليونات وزيادة / من الدولارات ، وبدلاً من أن تنفقها في ما كان يفرضه عليها المسير الحضاري للبشرية ، على رفاه الانسان أينما كان ، والتي كانت ستنقذ ليس شعوب العالم الثالث الفقير ، بل كانت ستأخذ البشرية إلى السلم الحضاري الأرقى ، الذي يتماشى ويتساوق مع التقدم العلمي الهائل ، الذي كان من البدهي أن يُسخر لرفاه الانسان وتقدمه ، بدلاً من قتله وتدمير حضارته .
ـــــــــــــــــــ عندها كانت ستأخذ أمريكا الحق في إدارة العالم ـــــــــــــــــــ
…………….[ أين موقع أمريكا ودورها الانساني الآن ؟؟ ]……………
دولة قوية بل فائقة القوة نعم (!!) ولكنها دولة فاشلة ، لذلك قيض لقيادتها [ تاجر ] لا يعرف إلا الربح الشخصي لشركته ، غر في السياسة ، فهو لم يأت من [ أفق ثقافي ـــ سياسي ] ، بل من مواقع الربح والخسارة اليومي ، وهذه الحالة يمكن أن نعممها على غالبية الرؤساء الأوروبيين ، الذين جاؤوا من مؤسسات مالية أو اقتصادية ، وهذا يعبر تعبيراً صادقاً عن ( حالة التلجلج ) السياسية التي تحكم مواقفهم السياسية في كل المجالات .
الواقع هذا وبالرغم من أنه الابن الشرعي لواقع الدول الغربية ، التي لاتزال تحكمها روح السيطرة ، التي ورثتها من تاريخها الاستعماري ، هو المسؤول عن ما يحدث من اهتزازات في كل العالم ، في هذه المرحلة التاريخية غير المستقرة ، وسيحملهم التاريخ وزر ما فعلوا .
ــــــــــــ ما هي محصلة السياسة الأمريكية التي يجب أن تكون ؟؟ ــــــــــــ
السياسي العاقل يدرك وبدون عناء أن المناخ في العراق بشكل خاص لم يعد موات للأمريكيين ، فمعاناة الشعب العراقي المريرة ، التي ألجأتهم لمواجهة الأمريكيين ، أنجبت حركات المقاومة [ حزب الله العراقي ، وعصائب أهل الحق ، وغيرهما ] ، وعندما استفحل الخطب واستقدموا الارهاب الذي كاد أن يحتل بغداد ، ولد [ الحشد الشعبي ] ، هذه القوى الفتية المقاومة ، وبالتعاون مع بقايا الجيش العراقي البطل ، التي لم يتمكن الأمريكيون من اغتيالها ، حرروا العراق وباتوا ظهيراً قوياً لمحور المقاومة ، وجزءً أصيلاً وفاعلاً منها .
……ومع ذلك سقط الاستراتيجيون الأمريكيون في فجيعة تقييم الواقع …..
فحاولوا ( مهاوشة ) الحشد الشعبي ، وهذا في الفهم الشعبي ، ( كمن جاء إلى وكر الدبابير وأشعل النار فيه ) ، فالمنطق البسيط يقودنا إلى أن قوى الرفض ( المقاومة ) العراقية ، ستجد كل المبررات لِتُجْهِزَ على بقايا الجيش الأمريكي المعادي ، وتطرده ، من الأراضي التي دنسها ودمرها ، فالقوى التي هزمته وجعلت عديد جنوده يتراجع من مئات الآلاف إلى سبعة آلاف ، لقادرة أن تلعن الباقي ( وتسلخ جلده ) إن لم يخرج بالرضى .
وهذا الفعل الغبي سيؤدي حتماً إلى :
تكاتف جميع قوى محور المقاومة ، وشحذ هممها ، لملاقاة الجيش الأمريكي وكل حلفائه ، أينما كانوا وفي أي موقع .
……………..ليس هذا فحسب ؟؟
…….فالانكفاء الجزئي للسيطرة الأمريكية في كل المنطقة .
…………………سينتج عنه بالضرورة نتيجتين :
1 ـــ ضعف ثقة المحميين بقدرة أمريكا على حمايتهم ، وعلى رأسها ” اسرائيل” .
2 ـــ السرعة في انجاز كل الشروط الضرورية لتحقيق القطب المشرقي الشاب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمفهوم المقابل لكل النتائج التي وصلنا إليها ، وبرهنا على صحتها .
…………….سيتعزز محور المقاومة ، ولهذا ما له من انعكاسات ايجابية على كل البنى في المنطقة .
………..سأترك العملاء ، وقصارى النظر في غيهم يعمهون ………..
وبكل ثقة أقول :
ـــــــــــــــــــ [ من هنا يبدأ التاريخ كتابة أسطره الحضارية ] ــــ