د . م . عبد الله أحمد
المعرفة تتعلق بالمعلومات ،وبشكل أكثر دقة، ان كل الاحتمالات الممكنة لتنوع الحياة (الكائنات الحية والمادة بأشكالها المختلفة )ما هي إلا استخدام وتغير في ترتيب المعلومات للوصول إلى ماهية مادية أو حية ،والأصل المادي يبدأ مع الأوتار الفائقة والاختلاف بين المواد يحدده اهتزاز تلك الأوتار بشكل مختلف وفريد ، في النهاية يشكل عنصر الكربون (وارتباط وتشكابك جزيئاته) قالب (المنتج النهائي للمادة الحية او الغير حية) ويختلف هذا المنتج باختلاف طريقة الوصل او الربط..وهكذا فالأصل المادي لكل شيء في هذا الكون واحد ومتماثل وبسيط ويشكل الكربون فيه واحد من بين ٤ عناصر،اخرى ، كما أن تركيب الإنسان هو مماثل لتركيب الكون …وهكذا فإن تراكم المعلومات يقود إلى المعرفة ، هذا بدورة يدحض النظريات (الدينية* المقدسة) والتي تقول ان الكون مؤلف من ٤ عناصر (النار والتراب والهواء والماء) وهذه مقولة تعود إلى فيلسوف يوناني قبل ٤٥٠ سنة قبل الميلاد (تلك العناصر المزعومة : هي مواد مركبة وليست عناصر ). الا ان هذه المعرفة ،بما في ذلك الأوتار وذرات الكربون وغيرها متعلقة فقط بالبعد المادي ، ولا تشمل الأبعاد الأخرى الغير مادية ْْ والتي تشكل على الأغلب القوة الدافعة للحياة .
وهكذا فإن المادية البحتة تواجه أزمة وجود…ولا بد من فتح أنماط ومجالات تفكير أخرى موازية للتوجه المادي من أجل مراكمة المعرفة …فالمعلومات ثابتة ولا بد من منهج بحث علمي مستمر لمراكمة المزيد منها كي تترسخ المعرفة .. بينما المنهج المادي السائد يجعلنا نقترب أكثر وأكثر من الأساطير والأوهام.