قصـفُ أمريكا لحزب الله في العراق ، لَعِبٌ بالنار التي ستحرقها وتحرق عملاءها
يشكل هذا العدوان [ خطأً أمريكياً استراتيجياً ] ، لأنه سيشكل دافعاً لوحدة العراق
الشــعب الـذي هـزمها ، وهــزم داعـش صنيعتها ، سيخـرجها مـن العـراق قـسراً
المحامي محمد محسن
هل سيكون العام / 2020 / عام الحسم ؟؟ وهل سيشكل فالقاً تاريخياً ؟؟ .
جاءت أمريكا بجيوشها وجيوش حلفائها إلى المنطقة ، وكل ما صنعته في افغانستان وغيرها من ارهابيين ، مستبشرة بالنصر الهين الذي ستحقق بموجبه نصرها التاريخي ، ( مزدوج الغايات ) اخضاع الشرق الأوسط ، وحصار الصين وروسيا .
لكن هجمتها التدميرية المتوحشة ، على سورية ، حَوَلها الصمود العربي السوري ، وحلفاؤه ، إلى كمين تاريخي ، أسقطها في الفخ ، وأسقطت معها ، هيبتها ، كما كشفت الغطاء عن هشاشة وجودها ، وعلى الميدان السوري تحققت نبوءة ( ماو العظيم ) [ أمريكا نمر من ورق ] ، وستغادر المنطقة ، لأن العام القادم لن يقبل وجود هذه الدولة القاتلة .
وكما دفعها غرورها ، واحساسها بالقوة التي لا تقهر ، للسيطرة على المنطقة ، أوقعها في سوء تقديرها ، لأنها لم تأخذ بعين الاعتبار العمق التاريخي ( الأقدم ) لشعوب المنطقة ، وأن هذه الشعوب التي فتحت الطريق أمام الحضارة الانسانية ، التي اغتالتها الإمبريالية العالمية ، هذه الشعوب هي المطالبة تاريخياً بتصحيح مسار الحضارة ، وإعادتها إلى سكتها الأصلية ، وهذا لم يتحقق إلا بهزيمة أمريكا ، وبهزيمتها تتحقق هزيمة كل محمياتها تلقائياً ، وعلى رأسها اسرائيل .
من نفس مواقع الخطأ الاستراتيجي الذي أوقعها بالكمين التاريخي ، من خلال عدوانها على المنطقة ، سيشكل اعتداءها على حزب الله في العراق ، البارحة ( الشعرة التي قسمت ظهر البعير ) , ( والخطأ الاستراتيجي القاتل ) التي قالت بدون أن تقصد : أيتها المقاومة العراقية ، التي راكمت خبرة في حربها ضد داعش صنيعة أمريكا ، ( تعالي لتجهزي على وجودنا في المنطقة ) ، وهكذا سيكون .
هذا العدوان نعم شكل انذاراً للعراقيين ، ودليلاً على مواقع العدو الأول ، ونداءً أن ( اتحدوا ) ، كما شكل عملية امتحان وفرز بين الشعب العراقي الأبي ، وبين العملاء ، والأجراء ، وبنفس الوقت فضح لعبة أمريكا في التحركات الشعبية ، وهو ( الخطأ الاستراتيجي الثالث ) ، الذي أحرج جميع عملائها بما فيهم الطابور الخامس ( المذهبي ، القومي الانفصالي ) كما وسيعري مواقفهم ومواقعهم من العمالة .
ولكن الأهم من كل ما سبق ، لابد أن يستنفر هذا العدوان ، كل قوى محور المقاومة في المنطقة ، من طهران ــــ وحتى لبنان مروراً بسورية ــــ واليمن ــــ والمقاومة في غزة ، وسيدفعهم للتوحد والمشاركة في المعركة الفصل ، إن وقعت ، فلا رحمة لمستجير .
وسيحدد أوار المعركة وحجمها ، وحجم مساهمة هذا المحور كله ، بحجم الردود الأمريكية على ردود المقاومات العراقية القادمة حتماً ، عندها ستصبح جميع أماكن تواجدها بنك أهدافٍ للجميع ، فإن توسعت بعدوانها ، ستغامر بوجودها في كل المنطقة ، بما فيها وجودها في سورية ، ولن تكون قواعدها العسكرية المبثوثة في الخليج وغيره ، بمنأى عن ( الصليات الصاروخية الدقيقة ) ، التي ستنزل عليها من السماء والأرض .
أما محمياتها في المنطقة من ( اسرائيل ) مروراً ( بالممالك العتيقة التي باتت نفايات تاريخية ) ، فستكون خائفة مرعوبة ، لأنها ستخسر على الحالين ، فإن تورطت واشتبكت إلى جانب أمريكا ، فستصبح تل أبيب قاعاً صفصفاً ، أما الممالك فضربتين أو ثلاثة للإمارات البلورية ، وللمنشآت النفطية في السعودية ، ستستغيثان ، وستلعنان الزمن الذي كانتا فيه تحت الحماية الأمريكية ، وإن لم تشترك وهي لا تستطيع فسيتكفل بهما أنصار الله في اليمن .
وإن اكتفت بالرد بوجلٍ على الرد الكبير ، ستجد نفسها على الأقل ، أمام المطالبة بخروجها من المنطقة ، لأن وجودها بات محرجاً لعملائها في العراق ، بعد أن أصبحت مع داعش في ميدان واحد .
نعم هذا العدوان الأشر على حزب الله في العراق ، سيضع أمريكا في مأزق ، وليس في حيرة فقط ، وسيلعن الاستراتيجيون العسكريون الأمريكيون ، من اتخذ هذا القرار المستفز ، لأنه جاء كمن ( يحرض وكراً للزنابير ) .
أما ترامب الذي كان يعتقد أنه سيوظف هذا العدوان ، لصالح سمعته المنهارة في أمريكا ذاتها ، سيتحول وبالاً عليه ، فما أن تصل عشرات التوابيت لجنود أمريكيين إلى مطارات واشنطن ، حتى يلعن الشعب الأمريكي ، الساعة التي وصل فيها ترامب إلى البيت الأبيض .
كل هذا بات مدركاً ولكن الأهم ، وكما شكل الصمود السوري وانتصارات جيشها ، بارقة أمل بهزيمة أمريكا ، ستشكل المعركة في العراق استنهاضاً لأعداء أمريكا ، وبخاصة في لبنان ، حيث سيضطر حزب الله وأنصاره النزول إلى الميدان ، وحسم ألأمر مع العملاء والفاسدين ، لأن الغدر الأمريكي سيشكل الدافع والمبرر للمواجهة ، بعد أن كان يتهيبها ، ولا يريدها .
مما تقدم وكما بشرتكم بالنصر عندما كانت دمشق العاصمة محاصرة ، أبشركم الآن أن ساعة خروج أمريكا من المنطقة قد أزفت .