منـذُ قــرنٍ ، لم تكـنِ التـخومُ واضـحةً بيـنَ المعسـكرينِ المتضـادينِ ، كمـا هـي الآن
خرجــت توريات ملـوك الخلـيج من مكامنـها ، وأسفـرت تطبيـعاً ، وانحيـازاً فاجـراً
(بمبيو) يشكر بن سلمان ، واغتباط المسلمين الاسرائيليين + اسرائيل ، بشهيد القرن
المحامي محمد محسن
باتت الهدنة ملعونة ، وبات التكاذب بمفاعيل التضامن العربي مستحيلاً ، فملوك السعودية ، والبحرين ، والأردن ، وأمراء قطر ، وبعد درجة تأت الامارات ، قالوا نحن نطبع مع (اسرائيل) جهاراً ـــ نهاراً ، ونحن منخرطون مع (الناتو) بقيادة أمريكا و (اسرائيل) في حروبه على ليبيا ، والعراق ، وسورية ، واليمن ، قولاً ، وفعلاً ، وتمويلاً ، فماذا أنتم فاعلون ؟؟؟!!!.
فالبرقع الشفاف الذي كان يستر عورة هؤلاء الملوك العملاء ، قد تَهَتكَ وباتَ المحجوبُ عارياً ، بإعلان تأييدهم للفعل الأمريكي الاجرامي بضرب معسكرات حزب الله في العراق ، وغبطتهم ، وفرحهم ، وابتهاجهم ، مع ( المسلمين الاسرائيليين ) ، باغتيال القائد المقاوم ، بطل هذا القرن ( قاسم سليماني ) ورفيقه المناضل ( أبو مهدي المهندس ) ، لذلك ومهما تغيرت الظروف ، وستتغير حتماً لصالح محور المقاومة ، لن نقبل لهم مغفرة .
وعلينا أن نثق أن شعوبنا في الجزيرة العربية ، المحكومة من الملوك الظلمة ، الأجراء ، الأغبياء ، الذين همهم : المال ، والجنس ، والسلطة ، تلك الشعوب ليست راضية ، وليست مستسلمة ، وليست مطبعة ، بل مغلوبة على أمرها ، أما البعض من العملاء المطبعين القلة ، فلا يمثلون شعوبنا في الجزيرة العربية .
ولكنهم ينتظرون تغيير المناخ السياسي في المنطقة ، ليتمكنوا من الانقضاض عليهم ، ونسف عروشهم المهترئة ، وهذا مرهون بانقشاع الغلالة الأمريكية السوداء عن سماء المنطقة .
لذلك لا يجوز تحميل الشعوب العربية ( الواقعة تحت الاحتلال الأمريكي ) أية مسؤولية عن مواقف ملوكها العملاء ، بل يجب أن نجد لها المبررات ، لظهورها بمظهر المحايد في قضايانا الأساسية ، فالشعوب التي أنجبت ( عبد الناصر ) و ( عبد الرحمن منيف ) و ( ناصر السعيد ) وغيرهم ستنتفض عند انبلاج أول فجر للحرية .
……….وبخاصة وأن ادانة شعوب الجزيرة يصب في مصلحة الملوك …
ولعلني أضيء على واقعة تاريخية ( الجيل الشاب لا يعرفها ) ، لقد كان لحزب البعث العربي الاشتراكي تنظيماً سرياً في السعودية ، في ستينات القرن الماضي ، ولقد مُثل هذا التنظيم بعضو في القيادة القومية للحزب تحت اسم مستعار ، كما كان المناضل اليمني (علي بن عقيل ممثلاً لليمن ) [ وللتاريخ ] أيضاً [ كلفت بالذهاب إلى السعودية عن طريق اليمن الديموقراطي ـــ في حينه ـــ وبجواز سفر يمني تحت اسم ( خليل) ، للإشراف على انتخابات الحزب في السعودية ، ولكن لأمر جلل ألغيت الفكرة ] .
بكل جدية وثقة نحن على أبواب حلمٍ تاريخي ، علينا جميعاً رص الصفوف لتحقيقه ، وتحقيقه مرهون بخلخلة الجذور الأمريكية في المنطقة .
من هنا ومن هنا فقط ، طريق خلاص المنطقة كلها من تخلفها الاقتصادي ـــ الثقافي ـــ السياسي ـــ الانساني ، وانتشال وعيها من العفن التاريخي الذي تكدس منذ قرون ، ( لا مستقبل ) إلا بإزاحة الظل الأمريكي الأسود عن سمائنا .
وكل تقليصٍ للنفوذ الأمريكي ، يضاف إلى رصيدنا التحرري ، ويَرفع الغطاء عن اسرائيل ( الدولة ” الأبرتيد ” التي لا تنتمي للمنطقة ) ،عندها تظهر اسرائيل العنصرية عارية ، مكشوفة ، وبدون غطاء أو حماية ، فتبدأ حينها بالضمور والتفكك .
وبتبن حرفي لما قاله ( ترامب رئيس أمريكا ) [ لولانا لسقطت السعودية بأسبوعين ، ولولا السعودية لغادرت اسرائيل ] ، هذا الرجل سهل علينا ادراك العلاقة الجدلية بين الأطراف الثلاثة ، أي أن خسارة أي من الأطراف الثلاثة ، هي خسارة للثلاثي المتحالف والمتشابك .
ظن معسكر الأعداء انهم باغتيال القائد الكبير ( قاسم سليماني ) سيتوقف دوره المشهود ، في تعزيز حركات المقاومة ، في غزة ، ولبنان ، وسورية ، والعراق ، لكنهم خسئوا ، المثال الواضح على خطأ مآربهم اغتيال القائد ( عماد مغنية ) .
أما المناضل ( أبو المهدي المهندس ) فهو الذي هب مع رفاقه في الحشد الشعبي ، لكنس داعش ، صنيعة أمريكا ، ومن هزم داعش ، يسهل علية طرد أمريكا .
ولقد علمنا التاريخ أن [ الدول الكبرى عندما تصبح في حالة افول ، تصبح كالفيل الهائج الذي يحاول استعادة هيبته ، بسلوك النمر الجريح ، فترتكب حماقات غير مدروسة ، فتقع في المحذور ]
لقد اعتقدت أمريكا أنها باغتيال القائدين العظيمين ، ستطفئ جذوة المقاومة ، ولكنها لم تعلم أنها ارتكبت خطأً استراتيجياً ، ستدفع ثمنه غالياً ، إذ ستدفع العراق للتوحد وراء قرار برلماني ( بإجلاء أمريكا من العراق ) حتى عملاء أمريكا لن يتمكنوا من المعارضة ، لأنهم حينها سيلعنون.
وبخروجهم المذل المهين من العراق ، سيدفعهم دفعاً للخروج من سورية ، وكنت قد أكدت سابقاً ، أن قواعدهم المنتشرة في المنطقة لم تعد ذات جدوى ، في زمن الصواريخ المجنحة ، بل سيأتِي وقتٌ تضطر فيه لسحبها ، لأنها ستصبح عبئاً بشرياً ومالياً على أمريكا المربكة .
عندها فقط ستفتح أبواب الحرية أمام شعوبنا ( الذي أُغلق تاريخها ) ، منذ الحروب الصليبية ، وحكم المماليك ، وعصر الظلمات العثماني ، ليتوج كل هذا الظلام بعصر الاستعمار الغربي ــــ الاسرائيلي .