لا أخفيكم نبضات قلبي التي بدأت تتسارع بوتيرة أكبر لتضخ الدم في عروقي كي لا تُسد بالبارود الذي يكاد أن يحرق جسدي .. وليس من باب الصدفة التي صدمتني صدمة العمر اليوم أن أتلعثم لأنني غير قادر على شدّ لجام كلماتي الثائرة التي تتزاحم أمام حنجرتي وتثور وتضرب بحوافرها سماء حلقي وتدّك حصون دماغي … فاسمحوا لي بداية أن أقدم استقالتي المؤقتة عن عقيدتي التي إحتوت هذه الأيام طباخي الفتاوات وواعظي الشر المبين ، فأنا مقتنع تماما أن صاحب صكوك الغفران وقارض ذنوب الأذناب القرضاوي بائع شهادات اللاحكم عليه قد تطورت خلاياه الدماغية وأصبحت ذات طفرة خوّلته أن يصبح ماسحا لأثار الجريمة التي بدأها بدم العقيد الليبي " خليله بالأمس القريب ومغدق النعم عليه" عندما أفتى بضرب عنقه وقالها فليكن دمه برقبتي ليوم الدين ..وكيف لا ورقبته التي إمتدت من المغرب العربي إلى مشرقه وحملت دماء الشعوب العربية ومن سينسى دماء شيوخ الأزهر 1956 وصولا إلى شيخ المسجد الأموي الشيخ الجليل محمد رمضان البوطي مرورا كما ذكرت بدم العقيد القذافي وعمداء وألوية ضباط خلية الأزمة السورية إلى دم المشير في العراق .
وقبل أن أكمل عن طفرته الجينية في الدماغ ، لابد هنا أن أقف قليلا لأقول : لستُ من محبي الأستيلاء على جروح و آلام الآخرين ولا حتى على دموع الثكالى والمفجوعين ، لا بل أنا اليوم في محط تقبيل أياديهم والأنحناء بصدق لهم …
وأما بالرجوع لصدمة العمر التي سببها لي القرضاوي اليوم فبعد صكوك الغفران التي قدمها (للقادة) الأتراك والقطريين والأسرائيليين عبر تغيير وجهة الجهاد من تحرير المسجد الأقصى إلى إحتلال المسجد الأموي وما بينهما كل أشكال الخيانة من خائها إلى تائها المربوطة برقبته إلى يوم الدين …
وهذا اليوم يأتي دور الإله الظل ليمسح آثار الساطور العثماني بمفعول رجعي إلى الوراء لصكوكه الغفرانية لروح بهاء الدين وجمال باشا السفاح وشريف بك وقد نال منها حصة الأسد السلطان عبد الحميد .. فقد فات شفيع الآلهة كل الوثائق الأرشيفية والصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو والصحف اليومية آنذاك وبرقيات وتقارير السفراء الأوروبيين في تركيا إلى بلادهم فات كل هذا.. لا وبل أصبح ملكيا أكثر من أتاتورك نفسه .. فقد صرح مصطفى كمال اتاتورك أمام المحاكم بالحرف الواحد " لقد إرتكب مواطنونا جرائم لا يصدقها العقل ولجؤوا إلى كل أشكال الإستبداد التي لا يمكن تصورها ونظموا أعمال النفي والمجازر وأحرقوا أطفالا رضّع وهم أحياء بعد أن صبّوا عليهم النفط واغتصبوا النساء أمام ذويهم ….. لقد وضعوا الشعب الأرمني في ظروف لا تطاق لم يعرفها أي شعب طواااال حياته ".
كان يجدر بك قبل أن يُفض فوّك يا شيخ أن تغسل وتشطف ساحات أورفة وأضنة وعنتاب و أديمان و أرض روم وكيليس من دماء الأرمن المدنيين .. وأن تمشط بلحيتك أدراج جبال زيتون وساسون وتقنع صخورها أن لا تبوح بما رأته منذ تسعون عاما أولست ظل الإله ..ألا تعلم أن بنكرانك هذا سيتوجب عليك أن تقوم يإخفاء المقابر الجماعية لاطفال الأرمن في مركدة والشدادي قرب دير الزور والمنبج وريف الرقة .. وهل تستطيع إقناع الفرات أن ينسى جثث العذارى اللواتي رمين بأنفسهن في أحضانه هربا من الإغتصاب وترحابا بالموت العفيف .. ومن ذا الذي ينسى اللون القاني لمياهك يا فرات ..
أحبتي لن أطيل أكثر بالدلائل والبراهين فحتى قاطني غابات الامازون والأسكيمو باتوا يعلمون ماأنكره شيخ الغفران ..
فنصيحتي اليوم لكل من يريد الاختيار .. بين زوم الزيتون المرّ أو سماع خطابات القرضاوي فعليه بزوم الزيتون المرّ فهو على الأقل صادق المذاق ، أما الأخير فهو مرّ كالحنظل وقاتل كالزرنيخ فلا تشبيه لصورته كشيخ مع أفعاله .. لن أفتح أرشيفه المعروف إبتداء من زواج القاصرات وليس آخيرا افتضاح أمره مع بعض الشقراوات ..
أخيرا انت يامن إستقامت أمك بك من أحد الشياطين الذين أجهل أسماءهم لكنني أشك بنسبك العثماني ..
أقول لك قبل عذابك في قبرك المجهول مكانه إن أردت أن تعرف ما حل بالأرمن عليك قراءة التاريخ بشكل جيد …. فهو بعنوانه العريض .. قتــــــــــــــل أّمــــــــــــــــــــــــــــــــــــة .