د . م . عبد الله أحمد
في عالم اليوم، يبدو أنه من المستحيل القضاء على فيروس الجهل ، فالاكثرية من البشر يسعون الى تبني جانب واحد من الحقيقة لتدعيم معتقداتهم وافكارهم التي ترسخت على قاعدة الجهل …والنتيجة المباشرة لذلك تنحصر بين الخوف ، او اللامبالاة ، وذلك بحد ذاته وصفة للدمار الذاتي ولو بعد حين .
العالم ليس مثالياً ، ولو كان كذلك ..لما اندلعت الحروب والاضطرابات ،وما كان للفقر والاضهاد مكاناً تحت الشمس …
في السياسة والاقتصاد ، يبدو العالم مبني على القواعد الموضوعية والمصالح الواضحة ظاهرياً ، ولكنه في الجوهر يُحرك من قبل مجموعات ذات نفوذ في اتجاهات محددة ، ويحكم القسر هذا التحرك ، وبالتالي تختفي الموضوعية تحت تأثير الجهل المتأصل والسياق الاعلامي العالمي الذي يرسخ ذلك …
الطبيعة بحد ذاتها امتداد واحتواء ، والانسان في جوهر هذا الامتداد والاحتواء ، ومن الطبيعي ان تقوم الطبيعة بالتصحيح (من أجل استمرار الحياة) من خلال البراكين والهزات والزلازل ، ومن خلال الفيروسات ومن تأثير وطبيعة دورة حياة النبات والكائنات الحية بشكل عام- ذلك مسار طبيعي يضمن التوازن واستمرار الحياة ..
اما القسر ، فله اشكال متعددة منها : الحروب المفتعلة والاضطرابات والاضهاد والافقار وزرع الايديولوجيا المدمرة في عقول الناس ، وكذلك نشر الفيروسات والاستثمار في ازمة انتشارها – وهنا تقدم لنا أزمة كورونا حالة مثالية (فالنشر والاستثمار أكيد ولا شك فيه ) ومن يشكك بذلك عليه الاستعانة (بمشفى الامراض العقلية )، ومن ثم اعادة التعلم واكتساب مهارة البحث والقراءة – أما التهكم من كلمة مؤامرة (فالعالم قائم على المؤامرات – او بالاحرى الخطط السرية ) – وفي كتاب السر و الشيفرة شرحت ذلك وبتفصيل من خلال اثباتات لا تقبل الشك، وباب الشرح والنقاش مفتوح بعد الاطلاع عليه أو على أي مرجع مشابه إن وجد …
بكل الاحوال ، العالم الافتراضي والتصريحات السياسية والاعلام السائد لا تعطي معرفة ، وأنما كل ذلك يساهم في التعمية – وبعد التعمية لا جدوى للخيار والرسالة والموقف …فالمعرفة فرح وسعادة و دواء لكل داء.