عن أسرى سجن جلبوع أتكلم …
عن أبطالنا الأسرى السّتّة الذين كانوا موعودين بظلمات مؤبدة داخل الزنزانات العكرة ، والنتنة ،ومحكمة الإغلاق، التي أعدها لهم المجرمون …
لقد افتكوا لحظات من الحرية غصبا عن الطغاة الظالمين ،
وعانقوا لبضعة أيام أرض فلسطين، فضمّتهم إليها، وتلقّت عبارات شوقهم ، واشتموا رائحة نباتها وترابها … وناجوها وناجتهم ، بكل عبارات الهيام والمحبة… وذاقوا لأول مرة بعد سنين طعم “صبرها” ( الصبر هو التين الشوكي بلهجة أهلنا هناك)، وهم صابرون على الجوع و العناء ، ومحتسبون…
فما همَّ إن انتهت رحلة الحرية ، ببعض أشكال التنكيل، بعد أن ألقى الأعداء القبض عليهم من جديد،
وإنه لتنكيل مدان أمام التاريخ وأمام الضمير الإنساني هذا الذي عرّضهم إليه الغاصبون… وهو تنكيل متوقع مادامت موازين القوى لا تزال مختلّة لفائدة هؤلاء الأعداء المعتدين المعروفين ببعدهم عن كل معايير الأخلاق لدى البشرية ..
ويبقى المهم بعد كل هذا هو سؤال يقول : من كان يظن أصلا ، أن ما وقع من الممكنات؟
لأن ما اجترحه هؤلاء الأبطال في ظل ظروفهم وظروف وطنهم السليب يعتبر حقا معجزة من المعجزات…
وسيخلده الزمان كقصة من قصص عشق الأوطان، التي ستُروي على مرّ الأجيال .