أمريكا المهزومة كقطب ، أطلقت (قيصر) كطلقةٍ أخيرةٍ ، تجرح وتوجع ، ولكنها لا تميت
أمريكا بحصارها نصف دول العالم ، ستدفع هذا النصف إلى التعاضد والتحالف البيني
الهيـبة الأمريكية ، مرغتـها سورية وايران بالوحـل ، فاهتـزت ثقة اسرائيل بمستـقبلها
المحامي محمد محسن
القمر الصناعي الإيراني العسكري (نور) ، يرسل صوراً دقيقة عن أمريكا واسرائيل عسكرية حساسة .
حزب الله ينشر صوراً لمواقع استراتيجية عسكرية ( اسرائيلية ) ، وقال السيد في خطابه الأخير : السلاح سيبقى في أيدينا ، وإن أردنا ( سنقتلكم !! سنقتلكم !! قالها ثلاثاً )
خمس ناقلات نفط ايرانية إلى فنزويلاً ، وتبعتها بسادسة تحمل مواد غذائية ، قائلة بذلك لأمريكا : هذه ناقلاتنا تمخر عباب الأطلسي ، ان ضربتم سنضرب كل قواعدكم في الخليج .
ماذا نقرأ في الصمت الأمريكي ؟ أمريكا الأقوى ، ولكنها باتت يدها مغلولة إلى عنقها ، لأن جميع قواعدها في العراق والخليج ، أصبحت تحت مرمى الصواريخ الدقيقة .
هذا التحدي المذل المهين ، دفع ترامب إلى اعلان رغبته بمقابلة ( مادورو الرئيس الفنزويلي ــــ صديق تشافيز ) الذي وصفه بالشجاع والصامد ، بدلاً من تهديده بالغزو .
كما وضع الرئيس روحاني شروطاً تعجيزية للحوار مع أمريكا .
قلت منذ سنين وأجزم : أننا أمام فرجة تاريخية ، وتحول دراماتيكي استراتيجي ، فكل هذه التحديات ، وكل هذه الاهتزازات ، والتحركات الشعبية الكبيرة في كل أنحاء الولايات الأمريكية ، وحتى في أوروبا ، ليست إلا نتيجة لإحساس تلك الشعوب ، بحالة الاستعصاء التي تمر بها دولهم ، بعد أن كسرت الهجمة الغربية الأخيرة بقيادة أمريكا ، في سورية .
وعندما يندحر الوحش الأكبر ، يصاب قطيع المتوحشين بالخوف حد الرعب ، ويبدأ القطيع بالتشتت ، والانكفاء .
وهذا ما نراه في ( اسرائيل الدولة الغريبة ) ؟ التي أسست من قرن ، وبقيت غريبة وستبقى غريبة وملعونة ، أما فقاعات التطبيع مع ممالك العمالة ليست إلا فقاعات اعلامية لا أكثر .
…..[ وسأستشهد على صدقية هذا الاستنتاج .
…………………..[ على ما قاله استراتيجيون اسرائيليون خمسة ]
ـــ ( داغان ) اني أشعر بضياع الحلم الصهيوني …
ـــ ( رئيس الشاباك ــ كارمي عيلون ) السياسات المتطرفة ستدمر اسرائيل .
ـــ ( المؤرخ يني مورسي ) ، صاحب الحظ من يستطيع الهرب .
ـــ ( روني دانييل ) غير مطمئن على بقاء أولادي في هذه البلاد .
كل هذه الارتدادات النوعية ، هي التي دفعت أمريكا لطرح سلاحها الاحتياطي الأخير [ قيصر ] .
ولهذا دلالتان سلبية وايجابية بالنسبة لأمريكا .
ـــ الســــــــــــــلبية
أن الخسران المبين ألجأ أمريكا لاستخدام سلاحها الاحتياطي الأخير ، مع ضجة اعلامية ، وحرب نفسية ، جندت لها كل أدواتها في المنطقة ، وأهمها الطابور الخامس ، الكامن بين ظهرانينا في سورية .
الذي تَحرَّكَ وأعلن عن نفسه بشكل وقحْ ، وراح يستثمر في جوع المواطن ، فأنزل الخوف في نفوس بعض الشرائح الفقيرة ، ولكن هذا التأثير سرعان ما سيتبدد ، وستنطفئ جذوة الأمل الكاذب الذي صنعوه لأنفسهم .
الإيجـــــــــــــــــابية .
لما كانت الخسارة على الميدان السوري ، هي خسارة للقطب المشرقي ، كذلك هو الربح ، فالربح هو ربح للقطب بكامله .
ان انطلقنا من هذه المسلمة :
نصل بسهولة إلى قناعة : من قدم الدم سخياً على الميدان السوري من الأصدقاء ، والحلفاء ، يصبح العون الاقتصادي ، ورفع الحيف ، عن الشعب العربي السوري ، ( هين ومن النوافل ) بل من البديهيات .
ولكن علينا جميعاً أن نعترف : أن شريحة واسعة من مواطنينا ، ستواجه متاعب اقتصادية ، وعلينا أن نعترف أن الحكومة الوطنية تعاني ، من الحصار ذاته ، ومن ضعف في الأداء .
ولكن علينا أن نعترف أيضاً : أن مواطننا رغم متاعبه الكبيرة لن يسمح للحرب النفسية ـــ الاقتصادية أن تنال من عزيمته ، ولنا كامل الثقة بأن الأصدقاء والحلفاء ، سيعتبرون الحرب الاقتصادية حربهم ، كما هي الحرب العسكرية .
[[ وهنا أوجه رسالتي إلى الوطنيين الأخلاقيين ، لا إلى الطابور الخامس المنتظر]] .
[ بأن صمودنا الذي جلب نصرنا ، سيغير وجه التاريخ ، لأنه سيضعف الوصاية الأمريكية على المنطقة ، وسيضع اسرائيل في واقع لا تحسد عليه منذ التأسيس ]