بكل موضوعية : في سورية يُقَـرَّرُ مصـير العالم ، لذلك على أحرار العالم مسـاندة سورية
سَيُسَجَّلُ الصمود السوري الأسطوري على أنه ، بوابة خلاص التاريخ من الفـك الأمريكي
المحامي محمد محسن
الفك الأمريكي المفترس ، لم يترك شعباً إلا وعضه ، في جميع القارات ، حروباً متواصلة ، وقتلاً ، وتشريداً ، وسرقة الموارد المادية والبشرية ، واغتصاب كل ما قدمته حضارات الشعوب ، من علم ، ومعرفة ، وبدلاً من توظيفها لمصلحة البشرية كلها ، حولها إلى أسلحة قاتلة ، وشركات احتكارية ، وإلى تجويع ، وإمراض ، وإفقار شامل لشعوب العالم الثالث .
وكانت المحصلة المخيفة لكل هذا الافتراس ، حِرفُ الجنس البشري عن مساره التطوري الإنساني ، ورميه في مستنقع الافقار الأخلاقي ، فكل شيء في عالم اليوم ، يهدف إلى افساد الانسان ، إلى تشييئه ، إلى تفكيك بناه الفكرية .
يقول البير كامو : ( الرأسمالية تسير بالعامل إلى الحرمان ، ليس في حوزته شيء ، لا ملكية ، ولا أخلاق ، )
ثم يقول : ( أوروبا طمست الفرح في العالم )
لأن الرأسمالية عملت على اخفاء جميع العادات ، والقيم ، وتعميم الثقافة الاستهلاكية في المأكل والملبس ، كل شيء في عالم اليوم يهدف إلى افساد الأخلاق ، وقبر جميع القيم الإنسانية .
ألا ينعي التفجر العنصري الوحشي في الولايات المتحدة أوهام الديموقراطية ، والمساواة ، وحقوق الانسان ، التي تتشدق بها أمريكا ،؟؟ ، ألم ينكشف المستور ، ألم يظهر عري أمريكا ، ووحشيتها أمام العالم ؟؟
يقول المفكر جوزيف شومبيتر : ( ستقوض الرأسمالية الأمريكية الأسس الأخلاقية للبشرية ) .
[هـــــذا الغــــــول الأمريــــكي ـــ الغــــربي كُســِـــرَ نابــــه في ســـورية]
[ وفي سـورية بدأ يهتـز عـرش أمريكا ، في المنـطقة ، بل في كل العـالم ]
[ ولولا الصمـود السـوري ، لحــذفت سـورية ، وفلسطـين من الجـغرافيا ]
[ ومُزقت المنطقة ( نتفاً ) ، من البصرة حتى طنجة ، وفق المصالح الإسرائيلية ، التي تتقاطع مع المصالح الأمريكية ، بما فيها ( الملوك الغلابة المأمورين ) في الخليج ، الذين عُقد قرانهم مع اسرائيل البارحة ، بمباركة الشيخ ترامب ، بعد زواج سري طويل المدى ، يذهب بعيداً في التاريخ حتى التأسيس ] .
ـــــ نعود ونطرح السؤال المركزي [ لمـــــــــــاذا ســــــــــــورية ]
أولاً ـــ لأن سورية قلب العروبة النابض ، وعندما يَمُوْتُ القلب يَمُوتُ الجسد تلقائياً ، فسورية هي الحارس الأمين على كل القضايا العربية من المحيط إلى الخليج ، وأهمها القضية الفلسطينية ، التي تعتبر بوصلتها ، ولولا سورية لسادت اسرائيل المنطقة ( ليس في هذا أية مبالغة ) .
ثانياً ـــ هي بوابة الشرق ، ولو تمكنت أمريكا من استلام المفتاح السوري ، لسيطرت على المنطقة كلها ، من طنجة حتى البصرة ، وعملت على :
ـــ اغلاق البوابة أمام روسيا ، ومنعها من الوصول إلى المياه الدافئة ، وهذا يؤدي إلى حرمان البوارج الروسية من التزود حتى بالطعام ، من أي مرفأ على البحر الأبيض المتوسط .
ـــ كما يقطع الطريق أمام الصين في تحقيق شعارها ( الحزام والطريق ) أي قطع طريق الحرير أمام الصين ، التي تحلم من خلاله وصولها إلى البحر الأبيض المتوسط براً ، والذي ستكون سورية بوابته في الذهاب والإياب .
ـــ وهذا لعمري من أهم الأسباب : التي دفعت أمريكا لحشد كل حلفائها ومحمياتها في العالم ، للسيطرة على سورية ، لأنها بذلك .
تجعل حلم روسيا والصين في تكوين الحلف المشرقي ، مجرد حلم صعب التطبيق ، إن لم يكن مستحيلاً ، لأن البوابة السورية هي التي ستفتح لهما آفاق العالمية .
وبذلك تحافظ أمريكا على فرادتها في قيادة العالم ، والتصرف فيه ، كما يتصرف قطيع من الذئاب في حظيرة من الأغنام ، بدون رادع أو حسيب ، من تريد تقتله وتأكله ، والباقي تسمنه ليوم آخر .
لذلك لا يقترب القول من المبالغة إذا قلنا : ان الانتصار على الميدان السوري ، يحسم مصير الشعوب المستضعفة ، في جميع القارات لسببين .
ـــ على الميدان السوري قيل لأمريكا قفي ، لم يعد العالم يتقبل طغيانك ؟
ـــ وعلى الميدان السوري ولـد المعسكر المشـرقي ، الذي حـقق التوازن !
[ لذلك نقول لكل متوجس : رغم الآلام التي تمر بها سورية ، لا رجعة للوراء ، لأن خسران سورية ، هو خسران للصين ولروسيا وقتل لحلمهما في خروجهما إلى العالمية ]