رحـل ترامب ، ولم يحـقق حلـم ورغبة مـلوك الخليج ، والعـملاء ، في تدميـر إيران
بل ستعود أمريكا إلى الاتفاق النووي صاغرة ، تفادياً لامتلاك إيران الطاقة النووية .
عندها ما وزن اشهار تحالف الملوك مع (اسرائيل) ، بعد هذه التحولات في المنطقة
المحامي محمد محسن
بكل جد وصدق (لا يلام ملوك الخليج وأمرائه ، على مواقفهم المعادية ، للعروبة ، ولفلسطين ، وحتى لأنفسهم ) ، لأنهم من قبل تأسيس ممالكهم ومن بعده ، والغرب ( الوصي ) يفكر عنهم ، ويقرر عنهم ، مما أنساهم القدرة على التفكير السليم ، ثم جاءت الثروة ، فزادتهم طيشاً ، وتغولاً في غرائزهم ، كما زاد الغرب من احكام قبضته على مواقع القرار عندهم .
وسنسوق لإثبات ذلك ثلاثة أسباب .
الأول ـــ ستعود أمريكا إلى الاتفاق النووي مع إيران ، مع بعض التجميلات غير الأساسية ، حتى لا تبدو أمريكا بموقع العائد الصاغر ،
لأن عودة أمريكا للاتفاق النووي ، مصلحة أمريكية مع حلفها الغربي ، وذلك لخوفهم من تنامي قدرات ايران الصاروخية المتسارعة ، ومن انتقال ايران إلى النادي النووي .
الثاني ـــ عندها بأي ميزان سنزن تحالف أمراء الخليج مع اسرائيل ؟ أرجح بميزان العطارين ؟ ، وما هو مردوده ، وانعكاساته ، العسكرية ، والاجتماعية ؟ ، أليست هذه القرارات التطبيعية المتسرعة ، تمت بأمر من صهر ترامب الساقط ( كوشنير) الصهيوني ، للصبي محمد بن زايد ؟.
الثالث ـــ ما هي دوافع عدائهم مع إيران ؟.
سيفاجئك أصدقاء (إسرائيل) بتميمة الجُزُرُ الثلاث التي أخذتها إيران ، كتبرير صادم للعداء مع إيران ، ولكنهم لا يعلمون ، أو يعلمون ويخفون ، أن بريطانيا هي من قدمت الجزر الثلاث ، هدية لشاه إيران صديق (إسرائيل) ، ليس في زمن الثورة بل قبلها بعقود .
والمضحك المبكي ، أنه في زمن حكم الشاه هذا الذي أخذ الجذر ، لم يتفوه أي ملك ، أو أمير بكلمة ، ولم يعترض ، لا بالكلم ، ولا بالعمل ، على ذلك الاجراء ، لأنه بقرار من الوصي البريطاني .
بل كانوا يقفون أمام الشاه بخفر مع انحناءة رأس ، كما يفعل حاجب الشاه ، لأن الشاه كان الوكيل المفوض بحماية مصالح الغرب في المنطقة ، وهم لا رأي لهم ، ولا شأن .
ولكن ومنذ الساعات الأولى لرحيل الشاه ، وتسليم السفارة (الإسرائيلية) إلى منظمة التحرير الفلسطينية ، صدر القرار الأمريكي هنا إلى الملوك والأمراء بقلب ظهر المجن ، تجاه إيران ، فتحولت إيران إلى موقع العداء الأول لكونها سارقة الجذر ، وتقدمت (اسرائيل) سارقة فلسطين ، وقاتلة شعبها ، إلى موقع الصديق الأول .
ألا تكفي أدلة الإثبات الثلاثة هذه وما تلاها ، بأن الملوك والأمراء السذج لا قرار لهم ، ولا حول لهم ولا طول ، وقرارهم في أمريكا ؟
قلنا لهم : لقد تخلت أمريكا عن الحروب الكبيرة المباشرة ، لأن التدمير سيطال قواعدها ، وبوارجها ، مهما امتلكت من القوة ، وهي لا تتحمل ، وانتقلت إلى الحروب غير المباشرة ، أو الحروب بالوكالة ، كخلق الحروب بين مكونات المجتمع الواحد ، من خلال دعم أحد الأطراف على حساب الأطراف الأخرى .
وهذا سيدفع أمريكا حتماً إلى التخفيف من قواعدها في المنطقة ، لعدم الجدوى ، ولأنها وبدلاً من ان تكون ، باعث رعب ، وتخويف لأعدائها في المنطقة ، باتت بكل دقة ، رهائن أمام صواريخ الدول ، والقوى المقاومة المعادية لها ، ويمكن أن نسحب هذه المعادلة على اسرائيل ، المتغطرسة الآن .
لذلك فإن تخفيف القواعد العسكرية الأمريكية الحتمي ، سيقود حكمياً إلى تخفيف الحماية ، لسببين :
للتقليل من نفقاتها العسكرية .
ولأنها وكما قلنا لم تعد تخيف أعداءها ، بل باتت رهينة وتحت رحمة صواريخهم .
كما أن عودة أمريكا إلى الاتفاق النووي مع ايران بات أمراً مؤكداً ، وهذا سيخفف الحصار وحالة العداء بين أمريكا وإيران ، كما سيحقق الانفراج النسبي طبعاً ، باتجاه بداية التغيير في المنطقة .
فما هي انعكاسات ذلك على واقع ممالك الخليج ، وغيرها ، وما هي الجدوى من اعلان التحالف مع (اسرائيل) في مثل هذه الظروف ؟
مساكين مغفلون قال لهم كوشنير الصهيوني تحالفوا مع اسرائيل ، فلبوا النداء واستجابوا من الصيحة الأولى ، ولكنهم قوم قُصَرْ بحاجة إلى وصي .