لماذا يتبنى الغرب الاسلام الأصولي ، ويشجعه ، ويحميه ، ويتحالف معه ، ثم يستثـمره ، ؟
الاخوان المسلمون ، نسخة عن الوهابية ، وكلاهما نسخة عن فقه بن تيمية الأصولي القاتل
لا تطور للمنطقة ، بدون الخلاص منهما ، ومن حاميتهما أمريكا ، وتبني الرشــدية العقلانية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من البداهة بمكان أن يسعى المُستعمِرُ ، لإبقاء المجتمع المُستعمَرِ ، متخلفاً ، متصارعاً ، وغير مستقرٍ ، لذلك يبحث المستعمِرُ عادة ، عن الأسباب التي تبقي المُستعمَرَ ، في غياهب التخلف ، ليتمكن من السيطرة عليه ، وتركيعهِ بأسهل الطرق ، فيعمُد إلى تنشيط الثقافة الغيبية اللاعقلانية ، وإحياء تناقضاتهِ الدينية ، وتبايناته المذهبية ، والقومية ، وتسعيرها ، داخل المجتمع الواحد .
هذا ما نجحت به بريطانيا أيما نجاح ، في استعمارها للهند ، حيث فجرت الصراع الديني بين الهندوس والمسلمين ، الذي أدى إلى صراعات دينية داميه ، أدت إلى تقسيم الهند إلى دولتين ( الهند ، وباكستان ) متصارعتين على الحدود حتى الآن .
وكانت قد جربت هذه السياسة قبل ذلك ، على مجتمعات شبه الجزيرة العربية ، الذي دام استعمارها لها قروناً ، فلم تكتفِ بتفجير الصراعات القبلية ، بل جهد مستشرقوها ، ومؤرخوها ، ( لإحياء فقه ابن تيمية ) ، الأصولي ، وتعميمه ، والذي جاء قبل ثمانية قرون .
وذلك عن طريق تشجيع الداعية ( محمد بن عبد الوهاب ) بتبني فقه بن تيمية ، والتعاون معه لنشره في شبه الجزيرة العربية ، الذي يقوم على قتل المخالف ، ثم صاهرته مع بني سعود ، ليتمكن من خلالهم تعميم هذا المذهب الأصولي الارهابي .
كما ساهمت بتأسيس حزب الاخوان المسلمين في مصر ، برئاسة حسن البنا ، في الربع الأول من القرن العشرين ، ليتبنى ذات الفقه الأسود ، ( فقه ابن تيميه ) الأصولي ، مع بعض التجميليات التي يقتضيها العصر .
حـــــــــــــيـث يقـــــــــــول بـــــــــــن تيــــــــــميه :
ــــــــــــ [ ممنوع اعمال العقل ، في النص الديني ، واعمال العقل فيه كفر ] ، والكافر يقتل ـــــــــــــ
فجاءت نسخته الوهابية لتقول :
[ من دخل في دعوتنا له ما لنا وعليه ما علينا ، ومن لم يدخل ، كافر مهدور الدم ] .
أي أفتى بتكفير وقتل جميع المذاهب الإسلامية الأخرى ، بما فيها المذاهب الأشعرية الأربعة ( الحنفية ، والمالكية ، والشافعية ، والحنبلية ) ، والشيعية .
كما جاء الاخوان المسلمون ليدَّعوا :
[ أنهم يحكمون باسم الله ( الحاكمية لله ) ] ومن يحكم باسم الله يحق له قتل من يشاء ، باسم الله ، .
وكان الشيخ الغزالي ( شيخ الاسلام ) الذي جاء قبل بن تيمية بقرنين قد قال :
ـــــــــــــ [ من يعتمد الفلسفة كافر ، والكافر يقتل شرعاً ] ، وألف كتاب ( تهافت الفلسفة ) ـــــــــــــــــ
منذ ذلك الزمن [ اغتيل العقل ] ونحن الآن لانزال نعيش زمن ( أفوله ) لتحل محله الأصولية الدينية ، التي تعتقد أنها وحدها تملك الحقيقة المطلقة ، وأن مذهبها وحده هو المذهب الحق ، وبالتالي من يتناقض معه يقتل .
وعندما انتقلت العهدة الاستعمارية البريطانية إلى أمريكا ، بعد الحرب العالمية الثانية ، وجدت الأرضية الاجتماعية ـــ الدينية جاهزة ، فراحت تستثمر فيها ، من خلال الدولتين الدينية ( السعودية) و ( قطر ) ، الأولى تتبنى الوهابية ، والثانية تتبنى النسخة الإخوانية .
فكل دولة دينية ، هي دولة أصولية ، والدولة الأصولية ، هي دولة ارهابية بالضرورة ، لأنها تكفر كل من ليس على مذهبها ، والكافر يجب قَتلهُ ، بل قتلُ من لا يقتُله .
هذه المدرسة الأصولية الإرهابية ، التي استولدتها بريطانيا ، ورعتها أمريكا ، في أرض الاسلام ، راحت أمريكا تستثمرها في افغانستان ضد السوفييت فسلحت ومولت ( حركة طالبان الأصولية ) لقتال السوفييت في افغانستان ، والتي رفدتها القاعدة بقيادة أسامة بن لادن ، ابن الفقه الوهابي ــ السعودي الأصولي .
نعم طرد السوفييت من افغانستان ، ولكن تحولت افغانستان ، و( جبال تورا بورا ) إلى مدرسة أصولية ، لتفريخ آلاف النسخ الارهابية ، ومنها [ داعش ، والنصرة ، وجيش الاسلام ، وغيرها وغيرها ] التي راحت أمريكا وأوروبا أيضاً تستثمرها في بلادنا .
فتحولت المنطقة كلها ساحة لانتشار الوباء الأصولي ، الإرهابي القاتل ، ولا بد ان يكون توطئة لانتشاره على مستوى العالم ، حتى كاد أن يصبح وباءً عالمياً .
هذا هو نتاج التحالف الوبائي بين الاستعمار الغربي ـــ الأمريكي ، وبين دول الأصوليات الدينية الارهابية .
[ لا خلاص … لا خلاص ، بدون الخلاص من الأصوليات الدينية ، والتحرر من دول الاستعمار الغربي ، حليفة الأصوليات الدينية وحاميتها ، عندها فقط يمكن أن يصبح التفكير بالتجديد الإسلامي ، وتبني الرشدية العقلانية أمراً ممكناً ]