جسدي وروحي عالقانِ بموطنٍ
سارَتْ على طرقاتهِ أقدامِي
وبمقعدٍ في قريةٍ ريفيّةٍ
فاقَتْ على أدراجِهِ أحلامي
وطني العزيزُ برغمِ كلِّ جراحِهِ
فيهِ ابتديْتُ وفيهِ مسكُ ختامي
صحراؤُهُ عندي ربيعٌ دائمٌ
يُنشي النّفوسَ بأطيبِ الأنسامِ
شامُ الهوى ستظلُّ حصناً مانعاً
لِمْ لا وضرغامُ الوغى بالشّامِ
تُبنى صروحُ العلمِ فوقَ ربوعِها
بمحبّةٍ وتسامحٍ و وئامِ
ويظلُّ فيها الحبُّ حلوٌ لفظُهُ
و حروفُهُ فيضٌ من الإلهامِ
و ربيعُها رغمَ الجراحِ ورودُهُ
قدسيّةُ الأطيابِ والأكمامِ
بشّارُ يا نسغَ الحياةِ وشعلةَ الْ
إشراقِ تفري حلكةَ الإعتامِ
يابنَ الكرامِ من الكرامِ تحيّةٌ
عربيّةُ الألفاظِ من آرامِ
مرَّتْ على الصّلبانِ تحملُ رمزَها
ريحُ السّلامِ بجمعةِ الآلامِ
توصيكَ مريمُ بالدّيارِ وأهلِها
فلطفلِها نورٌ بأرضِ الشّامِ
وأنارَ ليلَ العابرينَ هلالُها
لمّا بدَتْ بمآذنِ الإسلامِ
فالنّرجسُ النّعسانُ مثلُ هلالِهِ
صارَ الرّسولُ مُبشّراً بسلامِ
والعسكرُ السّهرانُ عندَ تخومِهِ
يحلو بذكرِهمُ العطيرُ كلامي
أنتَ الكريم ُ وراحتاكَ مواسمٌ
للصّدقِ للعرفانِ للإكرامِ
( نعمٌ)بصمنَاها لكم يا سيّدِي
تُبدي الحقيقةَ في دمِ الإبهامِ
..
هذا المفدَّى قد فدى أرضي وقدْ
شادَ البناءَ فطابَ فيهِ غرامي
قدْ قالَها :أرضي وبحري والهوا
حرمٌ على الغازينَ والظّلّامِ
إنْ كانَ حافظُ قد بنى حرفاً هنا
بشّارُ أكملَ والحروفُ سوامِ
فَلَكَ الولاءُ مُجدَّدٌ يا سيّدي
بشّارُ أنتَ محجّتي وإمامِي
..
منهل حافظ غانم(من قصيدة كتبتها وفاء للسيد الرئيس حفظه الله)