نجوى رحمون
أغداً تُعدُ إليكم الأقداحُ
وبعادكم جمرٌ لها لفّاحُ
ومقاعد الشوق التي رحبتْ بكمْ
هل بعد يوم فراقكمْ ترتاحُ
واهاً لليل العاشقين وسرّه
ما الظنّ أشواقي هناكَ تباحُ
أحبابنا هذا الذي أخفيتمُ
بجفائكم ليس الجفاء صلاح
وبدتْ عوالمُ للشجون عليكم
فيها لمزيدِ لبّكم إيضاحُ
فإلى هواكم نفسهُ منساقةٌ
وإلى غلاكم قلبه طمّاحُ
عودوا بوعدِ الوصلِ في ليل الدجى
فالبعد ليلٌ والوصالُ صباحُ
عودوا فما الدنيا سوى إلهامكم
في ضوءها المشكاة والمصباحُ
وتقرّبوا فالعمر طاب بقربكم
عزَّ الشراب وغنّتْ الأفراح
ياصاح ليت على المحبّ صبابةٌ
إن صامَ من ثغر الحبيب صداحُ
لا قرب للعشاقِ إنْ بَعُدَ الجوى حرمانهم..فسما الهيام فباحوا
ربحوا لأنفسهم وما جهلوا بها
لمّا وعوا إن الرّباحَ رباحُ
وأراهمُ رائي الحقائق رؤية
فسموا بها مستسلمين وراحوا
والله ما جبروا الذهاب لداره
حتى حكوا فأتاهم الإشراح
لا يفتنونَ بدون وهجِ خليلهم
أبداً وهم ببعادهِ أتراحُ
فتريثوا إن لم تكونوا مثلهم
إنّ التّريّث للقلوبِ متاحُ
هي جمرة الشوق الدفين وربما
ضاع الغرامُ فليسَ ثمَّ براحُ
نجوى ٢٧ / ٦ /٢٠٢١
البحر الكامل