محمد الدمشقي
مستحيلةْ
مثل حلمٍ غارقٍ في
غفوةٍ بيضاءَ لا تنهي حديثَ الليلِ في
آذانِ قلبي
و الحكاياتِ الطويلةْ ،
حينما نامَ الندى في مقلتيَّ
و استفاقَ البينُ
و الدنيا بخيلةْ ،
صادرتْ أنغامَ عطري
أدخلتْ آهي عليَّ
سلمتْني للمنافي
و العذابات الثقيلةْ
مستحيلةْ …
…..
جفَّ ضوئي
و ارتوى بالقيظِ ظلِّي
و الترابُ المقتفي ضوعي رثاني
متُّ حيّا
قبلَ أن أحيا بأنفاس قليلةْ ،
كيف أتلو رعشتي للريحِ و الآمالُ صرعى
و الأماني تحت أجفاني قتيلةْ ،
كيف أدنو من لهيبٍ
لا يراني باحثاً عما تبقّى من رفاتي
عندما حلَّتْ عليَّ اللهفةُ الصماءُ
تذرو رملَ عمري
نحو برٍّ شاحبٍ
في غربة أخرى بديلةْ
مستحيلة …
……..
أخبريني يا أنيني
أين خبأتِ الأماني
بين أنيابِ الردى أم
تحت أعرافِ القبيلةْ ،
مثلما موءودةٌ
لم تفهمِ العارَ الذي قد فاحَ منها
حين غابتْ مثل شمسٍ أغمضوها
خلفَ غاياتٍ نبيلةْ ،
مثل أشواقٍ تلاشتْ
في قبورٍ من ظلامٍ
بين أقواسِ الفضيلةْ
مستحيلة …
……….
ذكرياتُ التيهِ ما زالتْ ترانا
تنبشُ الآلامَ كي يحيا أسانا
لا تلوميني فإني
مزقتْني نائباتُ
الدهرِ حتى شابَ لحني
ضلَّ سعيي
في فتاوى من دخانٍ
عابثٍ يمحو خطانا
كلما أيقظتُ دفئاً
أقحموني في شتاءاتٍ دخيلةْ ،
كيف يصحو حلمُنا و الليلُ يطغى
و دمي صارَ الرهانا
و الهوى ذنبٌ عظيمٌ
بينما تطفو على السطحِ الرذيلةْ ،
…
مستحيلةْ ،
مثل نجماتٍ أطلتْ من سرابي
توقدُ النيرانَ حتى
في ضبابي
لا تبالي بالشذا المسفوحِ هدراً
عندما فكوا الجديلةْ ،
لا تسلْني يا صباحاً
لم يعدْ لي
كيف صارَ الحزنُ في روحي نبيا
أين صوتي
عندما تاهَ الصدى و ارتدَّ جرحي
هازئاً بي
عائداً مني إليَّا
يا ترى هل
في يدِ المشتاقِ حيلة
من يعيدُ اللحنَ في قلبٍ تمزقْ ،
من سينجو بيننا و البحرُ يغرقْ ،
نغمتي أضحتْ أفولاً
غايتي صارت وسيلةْ ،
لا تغيبي خلفَ غيماتي فإني
ممطرٌ و الريحُ أرضي
مثلَ هذا الشعرِ أفنى
تاركاً بعضي لبعضي
إن سلكتُ العشقَ درباً
نحو حتفي سوف أمضي
فاستريحي من جنوني
و امسحي آثارَ نبضي
ثم قولي …. مستقيلة
مستحيلة
محمد الدمشقي على تفعيلة الرمل ( فاعلاتن )