في ظل الازمات التي تعصف بالعالم ، وبنا لا بد من وقفة وقول …
في البداية لا بد للبشر أن يدركوا أن العالم يمر بمرحلة تحول جذرية وخطيرة على كافة المستويات، وقد تكون هذه االمرحلة هي الامتحان الأقسى على الاطلاق ..والأهم من ذلك أن هذه الأزمات لم تحصل نتيجة ظروف موضوعية طارئة وإنما صُنعت بدافع من الجشع والانانية وبهدف السيطرة ، وبالتالي مهما تكن ظواهر هذه الازمات – سواء إكانت وباء كورونا الذي نٌشر وأفُتعل، أو الحصار على الدول والافراد أو الحروب والاضطرابات ، أو المضاربة والاحتكار والتي كلها أدت الى انهيار القيمة الشرائية للعملات المحلية (العملات الوطنية لمعظم دول المنطقة) وانخفاض الدخل وارتفاع الاسعار الجنوني وانتشار الجريمة …الخ . فقد حدث ذلك ويستمر لأننا جمعياً نساعد على ذلك ، بحيث أصبح الكل “مضطرين كما يعتقدون” الى البحث عن الخلاص الذاتي ، وهذا البحث أدى الى تضرر وتفكك التوافق والتناغم الاجتماعي للمجتمعات وبالاخص العربية ونحن جزء منها .وهكذا أصبحنا ضعفاء، بل في حالة مزرية من الضعف ..ومع أنه لا يمكن للمجتمعات والدول أن تستمر في وجودها إذا فُقد الانسجام والتوافق الذين هما أساس العدالة الاجتماعية ، وهما الاساس لمراكمة القوة القادرة على مواجهة أي أزمة أو أخطر …فلماذا وصلنا الى هذه الحالة ؟ وأعني كل المنطقة بما فيها نحن …لأننا اخترنا الخلاص الفردي أي أنه الجشع والأنا المتضخمة (وذلك هو الشر الحقيقي – الشيطان الحقيقي ) …
وهكذا فإن كل المؤسسات والوزارت والشركات والافراد الذين يتبنون هذا النمط هم أساس الازمة وليست الظروف الخارجية أو الطارئة .وعندما نواجة أزمات مثل أزمة الدواء والغذاء والعمل. بل والبقاء يعني أن هناك من يعمل على تفكيك الدول والمجتمعات وهم الجزء أو الطابور الاخطر من أي خطر خارجي …
المشكلة ليست بسبب الفشل الاداري أو بسبب عدم القدرة على التخطيط ، وإنما في الفشل ألاخلاقي في المقام الأول ..
كيف يمكن المواجهة ،في الواقع يمكن مواجهة كل ذلك ببساطة متناهية إذا اردنا ، ولكن فقط إذا عملنا من أجل الجميع، ومن أجل أن يعود التناغم والانسجام المجتمعي ، وتلك قوة لا مثيل لها …
هل لدينا إرداة وقدرة لفعل ذلك ؟ للاسف ..لدينا المقدرة ونفتقد الارداة ..إذاً، علينا توقع الاسوء – بكل الاحوال الارض ضاقت بنا، والتحول أكيد ولا بد من صجوة ..على كل المستويات…
عموماً، لا قيمة للبحث في السياسات والاستراتجيات الدولية ، ولم تعد هناك قيمة لما يقدمه الاعلام والمؤسسات الاخري ذات العلاقة من حشوٍ للمعلومات التافهة(نحن في عصر التفاهه)،ولكن لابد من قراءة ورؤية الواقع المحلي والدولي كما هو ..والعودة الى الصوت الانساني والاخلاقي من أجل الخلاص الجماعي ..فنحن جمعياً قطرات ماء من غيمة واحدة ..ولا يمكن أن نستمر أو أن نبقى إلا إذا اعترفنا بذلك …وعنها تختفي كل الازمات …