لا تُنشِئيْ أجَلَ الهوى بالشَّكِّ ، بالرَّجْمِ الظَّنونِ
بالغيرةِ الحمقاءِ تَنْشُبُ كالأظافرِ في العيونِ
بِتَساؤلاتٍ مُرهِقاتِ الوَقعِ تَبْدُرُ كلَّ حينِ
بِتَهَيُّؤاتٍ تُشْعِلُ التَّغضابَ عَصفاً كالجُنونِ
يا أنتِ، يا الأنثى الَّتي أحيا هواها في يقيني
بِجلالةِ الحبِّ الَّذي قَدَّستُهُ ، مِنكِ انْصِفيني
ولْتَتَّقي العشقَ المكينَ بِحِكمةِ العقلِ الرَّزينِ
***
عشقُ الجمالِ سَجيَّتي ، وَخَليقتي فلْتفهميني
ما كنتُ إلا عاشقا للحُسنِ مِفصاحَ الفُتونِ
لكِنَّهُ عشقُ العصافير الغريدةِ للغصونِ
عشقُ السَّنابلِ لاكتِتازِ الحَبِّ من بدءِ السنينِ
عشقُ الينابيعِ انعكاس النُّورِ غي الماءِ اللُّجَينِ
عشقُ البراعمِ لانفجار الوردِ بالطِّيبِ الثَّمينِ
عشقُ الفراشِ النُّورَ مُنْدَفِعا إلى موتٍ رصينِ
عِشْقيْكِ أنثى من رمادِ العُمرِ راحَتْ تنتَضيني
هذا أنا، للعشقِ قد شُكِّلتُ من ماءٍ وَطينِ
مائي وطيني والهُيولى المحض عشقاً كَوَّنوني
صيرورةُ الإنسانِ في ذاتي جمالٌ يحتويني
****
هَلَّا سألتِ الشَّمسَ عَن إدمانِها طقسَ الشُّروقِ؟
وخدودَ جوريِّ الشآمِ عنِ ازدِهاءات العقيقِ
وَلُجينَ ماء النَّبعِ عنْ سَلْسالِهِ العذبِ الدَّفوقِ
والمُزنَ عن سرِّ انفجارات الرَّعودِ من البروقِ
والقلبَ إذ يحيا على ضخِّ الدِّماء إلى العروقِ
سَتُجيبُ: تلكَ سجيَّةُ المِعطاءِ ذي الحسِّ الطَّليقِ
وأنا اندهاشي بالجمال سَجِيَّةٌ تسمو بِذَوقي
أنَّى تَجَلَّى أستثارُ بكلِّ إحساسٍ صدوقِ
فلْتُجمِليْ يا نِصفيَ المشغولَ مِنْ شَغَفي وتَوْقي
ما غيرةُ الأحباب إلا السُّمُّ في كأسِ الرَّحيقِ
الشَّكُّ صاحبُها وخوفٌ هبّ َيعصف بالحريقِ
والحبُّ.. نورُالروحِ يطبَعُها بطابَعِهِ الأنيقِ
حرِّيَّةٌ قُصوى وإيناسٌ يُفَرِّجُ كلَّ ضيقِ
فلْتُدْرِكيهِ لِتنْجَلي أنثاكِ كالصُّبحِ الفتيقِ
هاني درويش (أبو نمبر)
منمجموعة (قصائد للحب والحياة)