بُعِثَتْ على إيحاءِ عينيكِ اشتِعالاتُ التَّصابي
فَرَجِعتُ، والخمسون تنهرُني، إلى ألَقِ الشَّبابِ
يا لَلِّحاظِ النُّجلِ تُمْطِرُني بأسْهُمِها العِذابِ
عينانِ باذِخَتانِ أتْرَفَتا افتقاراتِ اغترابي
عيناكِ ، يا أنثايَ، يالي منهما ، قَدَرٌ بِبابي
عينانِ؟ سِفرٌ للأُنوثةِ يَنتَضي سِفرَ الرِّغابِ
يحسوهما نَظَري ،فيبهَرُني سنا السِّحرِ المُذابِ
وأشُبُّ مَحموماً صباباتٍ تـلأْلأُ في سَرابي
وَلَعٌ تَعاصَفَني كَإعصارٍ تَمَطَّاهُ اكتِئابي
مُتَوَرِّطٌ ، هيمانُ، حتَّى حدِّ حَدِّ الإستِلابِ
صاحٍ، تُدَوِّخُني تفاصيلُ الأُنوثةِ ، لا تُحابي
مِنْ حَوْمَةِ الرَّغباتِ محموماً نَفَرتُ كَنَمرِ غابِ
مُتَرَبّصاً،مُتَحَفِّزاً، مُتَوَقِّداً ، مثل الشِّهابِ
كُلِّي ، احتفاءً باللِّحاظِ النُّجلِ، يُمعِنُ باقترابِ
شَفَتايَ، حلقومي،لِساني، راحَ يلعَقُها لُعابي
وَمَرارَةُ الظَّمَأِ ابتِهالاتي لِرِيٍّ كالعُبابِ
ترجوكِ، تستسقيكِ،يا أُنثايَ، فافْتَتِحي الخوابي
تَوْقي وَحسنُكِ أَوقدا اللُّغةَ التي اشتَعَلَتْ بِغابي
غابٌ بدائيُّ الفتونِ النَّافراتِ لِمُستَطابِ
صمتي وَصَمتُكِ أَفصحا مُزْناً مُعَتَّقَةَ الرُّضابِ
أُنثى تَهاطَلُ بالحميمِ العذبِ في ظامي شِعابي
تروي ، فيَنْبَعِثُ الرُّواءُ بِوَقدِ توقٍ لِلطِّلابِ
جادَت بِغَيْدَقِها زلالاً سلْسَلاً عذبَ الشَّرابِ
ظَمَئيْ يَعُبُّ، وَرَيُّها يهمي، بِدَفعٍ وانجِذابِ
مُتَعانِقانِ تَوَحُّداً، فإذا المُثَنَّى لِلتَّبابِ
نَتَقاسَمُ النَّفَسَ انبِهاراتٍ مُحَبَّبَةُ العَذابِ
خَبَبٌ منَ الآهاتِ ، يا آهاتُ ، يا فوقَ الحِسابِ
في كُلِّ آهٍ نَشوَةٌ كُبرى تُزَغرِدُها رِحابي
فإذا الهوى، حتى الهوى، في حالِ وجدٍ واضطرابِ
أَتُراهُ أغواهُ العِناقُ فَهَبَّ مُحتَدِمَ الحُبابِ ؟؟
يا هذِهِ الأُنثى التي افتَرَعَتْ لَواحِظُها صوابي
عيناكِ مِحرابا يَقيني عاشِقاً زَمَنَ الصِّعابِ
فالعشقُ في الزَّمنِ الرَّديْءِ كَتُهْمَةٍ قيدَ الرِّقابِ
عيناكِ، بحرانِ استَفزَّا كامِنيْ، جَلَيا شبابي
فَمَضَيتُ،لا أَلوي على شيءٍ سوى عشقٍ نما بي
قَدَري هواكِ،وَنِعمَهُ قَدَرٌ ، وأَوْسَعَ في ثوابي
يَتَفَرَّدُ العُشَّاقُ في مُدُنٍ تُحَمْلِقُ بارتِيابِ
هاني درويش (أبونمير)
71997
من مجموعة( قصائد للحب والحياة)