|
|
نشرت صحيفة الثورة مقالاً تحت عنوان حين يكون السؤال بحجم خطيئة..!! جاء فيه: لم يكن ينقص الطنبور نغماً حتى يطالعنا أحد منظّري الأخوانية والعهد البائد برؤيته المنبوذة والقاصرة، التي لا تكتفي بخلط الأوراق وقلب الحقائق، بل تستجمع ما تراكم في سنوات عجافها الماضية واللاحقة، لتبدي مقارنات متجنية على الواقع والتاريخ والوطن والأمة في مشهد بات يفيض عن مقاس المنطقة وقدرتها على تحمل ما ابتُليت به من ترهات تزيد في وبال المشهد وما يحتمله. فإذا كان فهمي هويدي يستعرض معلوماته، ويحاول أن يستفيض في إملاء إجاباته المعروفة مسبقاً عبر أسئلة تحاول أن تبدو نهاياتها حائرة، فإنه ولا شك قد اشتبه عليه الأمر إلى الحد الذي يتجاوز فيه الخلطة التي تعم المنطقة إلى سياق التعبير عن أضغاث الأحلام المورّدة إليه وإلى كثيرين ممن باتوا على منصة الاعتراف، وهي تدخل في نفق الكلام المفخخ الذي تفضحه النيات والأجندات، كما تكشفه الزوايا التي تتم المداورة حولها لتبرير حالة من العجز والفشل وإعادة تعويم الحالة تبرئة لداعمي الإرهاب. في المبدأ .. لم نعتد أن ندخل في سجال، محسومة نتيجته، خصوصاً حين تبدو الحقيقة ماثلة واضحة يتم التلاعب فيها، في سياق الافتراض الكاذب والموهوم، حيث يسيل خلفها لعاب المتمولين على مائدة الإسلام السياسي اصطلاحاً، وهي تدفع بتهمة تؤكدها القرائن والمعطيات وترسخها الحقائق محاولة إلباسها ما لا تحتمل أن يُلبس، وتستنفر في تجيير الظواهر المرفوضة في المنطقة لخدمة شارفت نهاياتها وفي وقت تصارع فيه انتهاء الصلاحية..!! واللافت أن هناك تهافتاً واضحاً على السياقات الموازية للهروب من المواجهة مع مناخ بات يدرك مخاطر تلك الأقلام ودورها في تمرير ما عجز عنه الإرهاب بالحضور المباشر، وهي تجترّ في الموقع ذاته لتبرير الإرهاب تارة، وإخراجه من سياقه ومن الأدوار التي كانت سبباً مباشراً في تفشيه من جهة ثانية، على قاعدة مفادها أن إعادة الجزم بالأكاذيب ذاتها يمكن له أن يؤخر أو يقدّم في سياقات منعطف لا يخفى على أحد، وليس بمقدور أحد أن يتجاهل مساراته واتجاهاته. ما هو محسوم أن المقارنات لا تكتفي بالمغالطة، بل تنفث حقدها بالأكاذيب والاستنتاجات الوهمية والافتراضية التي تعيد النفخ في قربة مثقوبة لم توصل إلا إلى ما نراه من تراكم التنظيمات الإرهابية التي تشتق في المعنى والهدف وتستنسخ في الدور والوظيفة. فالقضية ليست خطأ في الحساب كما يدعي، ولا هي في بيئة محكومة بالتطرف كما يزعم، بقدر ما هي تنفيذ لأجندات خارجية ارتضت قوى مأجورة تحت مسمى مستنسخ أن تؤديها على أكمل وجه، ولم يكن هو ذاته خارجها بقدر ما كان جزءاً محورياً فيها، وجاءت استنساخاتها اللاحقة بوصفة غربية وأميركية على وجه التحديد وبأدوات استولدت ذلك التوحش وكانت جزءاً أساسياً وحاملاً طبيعياً لما ولدته. فبلاد الشام لم تكن يوماً موطئاً للتطرف، ومنتجاته من علب الإرهاب، ولا هي بيئة حاضنة لما أفرزه من تنظيمات التكفير، بقدر ما ابتليت بأدوات رخيصة باعت نفسها، وجوار موبوء، ساهم ويساهم في زرع ما هو غريب عنها وبعيد عن أصولها ومناقبها وسماتها، فداعش وما سبقه من تنظيمات ليس إلا وليد فكر أوغل في الكراهية المنتجة من مصادر تمويله ومنابر حضوره، والبيئة لم تنتجه، بل ساهمت أفكار منظرو الإخوانية وأتباعها في تشويه تلك البيئة كي يبرروا تورمه وانزلاقه أبعد في الحسابات الموازية له. والسوريون ليسوا في حيرة ولا في تردد وقد واجهوا ذلك الإرهاب وأدواته وداعميه ومموليه وأقلامه ومنظريه.. بقاعدته وجبهته .. بداعشه وإخوانيته وما لف لفهم، وسيواجهونه حتى النهاية ويدركون أنه وليد مشوه في بيئة تلفظه، وليس لديهم من شك في الأصابع التي تزيد من تورمه، بدءا ًمن الأميركيين والإسرائيليين وليس انتهاء بالأدوات التي دعمته ومولته، مروراً بمن نظّر له وأدلج وأسهب في الشرح والتأويل، فتلك المكونات لم تكن بذرتها خارج الإخوانية وما لحق بها أو سبقها من وهابية أو ما تلاقى معها لاحقاً على الهدف ذاته، خصوصاً في تعميم المفاهيم المتغولة في ثقافة الإلغاء . قد لا يكون مفاجئاً ذلك الغرق في توهيم الحالة والاستطالة معها إلى حد الإجماع الذي يحاصر المنطقة ويفيض على تخومها لتبدو الأسئلة المستوحاة بحجم خطيئة كبرى، خصوصاً في المقارنة الكاذبة والمخادعة، فيما الإجابات الإيحائية وجه إضافي من أوجه تكييس العجز والفشل وتغليف العيوب والنواقص في لائحة يطول المشهد في استعراضها وتطول المناقشة حولها، حيث أي مقاربة تبدو مجرد هوس إضافي في الوقت بدل من الضائع لاستدراك.. لم يكن ولن يكون ممكناً ولا متاحاً بعد الآن.
|