فَتِّشْ خلايايَ تلقَ الحبَّ منتشراً
،أنَّى نظرتَ، وحقدا غاضباَ معهُ
هذا التَّناقُضُ قد يودي إلى عَجَبٍ
أوِ اندهاشٍ فكيف الضِّدُّ أجمَعُهُ
إنّي ،ِوحقِّ هماماتٍ تُكابِدُها
نفسُ الكريمِ وعشقُ الحسنِ يطبَعُهُ،
ما كنتُ إلا أنيسَ الطبعِ مُنبَسِطا
يهوى الحياةَ بما التَّكوينُ يُبْدِعُهُ
صدري كَعشِّ عصافيرٍ مُغَرِّدَة
للصُّبحِ شدواً شَفيفُ الحِسِّ مطلعُهُ
وفي الحنايا سَجايا بَرْعَمَت وَزَكَت
في أيكَةِ الطِّفلِ ثَدْيُ الطُّهرِ مَرضِعُهُ
حُرَّا ًوُلِدْتُ بفكرٍ راحَ مُنْطَلِقاً
صوبَ المَعارِفِ لا أبوابَ تمنعُهُ
حتى اصطَدَمتُ بمن شاؤا مُحاسَبَتي
على انتمائي وما أحكي وَاَسْمَعُهُ
وَجَيَّشَ البغيُ أزلاماً لسفك ِدمي
فكلُّ حسٍّ نبيلِ البوحِ يقمعهُ
وكلُّ فكرٍ سليمٍ أو ممارسةٍ
ضدَّ الفسادِ عدوُّ راحَ يَصرَعُهْ
يا للضراوة في قمعٍ ومارَسَهُ
سلطانُ مالٍ على حرٍّ يُرَوِّعُهُ
لكي نصيرَ إلى حقدٍ أخو غضبٍ
ينمو اضطراداً بوعيٍ كم يُشَجِّعُهُ
فكم مَقَتنا غراباتٍ نكابدها
وكم حلمنا بمهدٍ طاب َمَضْجِعُهُ
وكم حُرِمنا من الخير الذي حفلت
أوطاننا البكر والعادي يُبَضِّعُهُ
لا تعذُلَنِّي وتستهجنْ إذا عصفتْ
بالحقدِ ذاتي لأنَّ الجور مرجعهُ
لم أجنِ إلا انتماءاتي إلى وطني
عشقا وبذلاً وَخَصميْ منْ يُسَلِّعُهُ
لم يبق َوغدٌ ولا نذلُ وإلفُ خنا
إلا وساهمَ في التَّبضيعِ مبضعُهُ
وقامَ فينا خطيبٌ منهُمُ وَقِحٌ
يَستَمْلِحُ القتلَ بالفتوى يُشَرِّعُه
نادى المنادي غداة الرَّوعِ مَنْ بِدَمٍ
يفدي البلادَ فلَبَّى الفقرُ أجمَعُهُ
وللفرارِ رأيت الناهبينَ مضوا
صوب الملاجئِ بالمنهوبِ مُجمَعُهُ
سلْ مَنْ يموتُ فدى أرضٍ تعَشَّقها
إلا الذي كَدُّهُ ما كادِ يُشبِعُه
سَلِ اليتامى ورباتِ الحجول ِ وقد
صرنَ الأيامى منِ التَّعويضَ يدفعُهُ
تلقَ الطوابير والإذلالُ يجلِدها
فابن الـ .. الفسادِ (تعالى) صُمّ َمسمَعُهُ
هذي هي الحال حال الخلق يا بلدي
ماذا لحرفي في وصفِ أُلَمِّعُهُ!!
نزفي مَواجِدُ إنسانٍ يعيشُ هوى
خفق الجوارحِ والأحداثُ تفجِعُهُ
……………………………………….
الشاعر هاني درويش