خاص بتوقيت دمشق – فريال خضور
يتابع البيت الأبيض عن كثب المعلومات التي تم تداولها بكثرة مؤخراً في وسائل الإعلام وفي الأوساط الدبلوماسية حول تواجد لقوات روسية على الأراضي السورية لتشارك بعمليات قتالية إلى جانب الجيش السوري، الأمر الذي نفته دمشق وموسكو بشكل رسمي، بحيث أكد الجانبان على استمرار الدعم الروسي العسكري لسورية عن طريق إمدادها بالسلاح والخبراء فقط.
وقد كانت صحيفة «يديعوت أحرنوت» التابعة للاحتلال الإسرائيلي، قد ذكرت في وقت سابق، أن طيارين من سلاح الجو الروسي سيبدؤون تنفيذ طلعات في سماء سورية في الأيام القريبة المقبلة، مستخدمين «مروحيات قتالية ومقاتلات تابعة لسلاح الجو الروسي ضد أهداف التنظيمات المسلحة».
وفي السياق، أكد البيت الأبيض أن «أعمالاً كهذه إذا تأكدت ستؤدي إلى زعزعة الاستقرار وإلى نتائج عكسية»، وطالب الناطق باسم البنتاغون بيتر كوك، الجانب الروسي بتوضيح «ما يفعلونه بالضبط في سورية».
من جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا مستمرة بتوريد أسلحة ومعدات حربية وخبراء عسكرين لتدريب الجانب السوري عليها، مشيراً إلى أنه «من السابق لأوانه الحديث عن استعداد بلاده للمشاركة في عمليات عسكرية على الأراضي السورية ضد تنظيم داعش».
وفي حديث لموقع بتوقيت دمشق قال المحلل السياسي عفيف دلة «إن ما تروج له وسائل الاعلام في الفترة القليلة الماضية عن دخول قوات روسية إلى الأراضي السورية هدفه إيصال الرسالة الى الرأي العام العالمي بأن سورية ستتحول إلى «محمية روسية»، إلا أن حقيقة العلاقة القائمة بين دمشق وموسكو قائمة على أساس أخلاقي، فرضتها حالة من الاحترام والثقة المتبادلة بين شعبي وحكومتي البلدين، ومن يشكك في الاندفاع الروسي لتقديم المزيد من الدعم للجيش السوري الذي هو موجود أصلاً، في نطاق اتفاقيات عسكرية، فذلك لا يخدم المصلحة الروسية»، لأن روسيا وجدت قطبيتها العالمية من خلال البوابة السورية التي صمدت وما تزال في وجه الارهاب، والذي أكد دور سوريا المحوري في العالم.
وأضاف دلة «المعارضة مرتهنة للغرب وتصريحاتها بأن روسيا ستحول سورية الى أفغانستان ثانية لا يعلمون ما حقيقة العلاقة بين البلدين، وهم يدينون أنفسهم عندما لم يروا أن الغرب والدول الداعمة للمعارضة كيف عملوا منذ بداية الازمة في سوريا على إدخال العديد من مقاتلي القاعدة الذين كانوا يقاتلون في أفغانستان، ومحكومي الاعدام المدرجين على لوائح الارهاب الدولي حيث تمت تبرئتهم وتجنيدهم للقتال في سورية، بحسب وثائق مسربة».
وعن قيام إعلام الاحتلال الاسرائيلي بالترويج لفكرة التدخل العسكري الروسي في سوريا، قال دلة: «الاحتلال يريد التشكيك في قدرة الجيش السوري».
فيما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز»، أنه وفقاً لمحللي الاستخبارات الأمريكيين، فقد قامت روسيا بإرسال فريقاً عسكرياً متقدماً، ومحطةً محمولة لمراقبة الحركة الجوية إلى سورية، ونقلت وحدات سكنية جاهزة لمئات من الناس إلى مطارٍ بالقرب من اللاذقية.
وكان البيت الأبيض حذر، الثلاثاء، من أن التعزيزات العسكرية الروسية في سورية قد تشعل «مواجهة» مع القوات التي تقودها الولايات المتحدة، لتوجيه ضربات جوية ضد «داعش»، الذي يسيطر على مناطق سورية عدة، مما يهدد بنشوب حرب عالمية ثالثة، بحسب مراقبين.
مما استدعى تدخل الخارجية الروسية مجدداً والنفي على لسان المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، حيث أعلنت أن «الخبراء الروس يقدمون المساعدة، فيما يتعلق بإمدادات الأسلحة الروسية إلى سورية»، مؤكدتاً أن «روسيا لم تخف أبداً علاقاتها العسكرية الفنية مع سورية».
وأردفت: «إذا ظهرت هناك حاجة في اتخاذ إجراءات إضافية من جانبنا من أجل تكثيف مكافحة الإرهاب، فنحن سندرس هذه المسائل بلا شك، وسنعتمد في ذلك حصرياً على القانون الدولي والقوانين الروسية».
بدورها، نفت الخارجية السورية في تصريح لـ «روسيا اليوم»، أي حديث عن وجود روسي عسكري على الأرض، مؤكدة ثبات موقف موسكو في دعم الدولة السورية لتحقيق توازن قوى يسمح لها بإدارة ملف مكافحة الإرهاب.
واقتصر الوجود الروسي، وفق نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، على وجود مستشارين في إطار هوامش الاتفاقيات الروسية – السورية العسكرية.
ولم يمنع اختلاف الرؤى الروسية والأمريكية، بشأن دور موسكو العسكري والأمني في سورية، المسؤولين الروس من تأكيد مواصلة الدعم الكامل لدمشق الآن وفي المستقبل، عبر رفد المؤسسات السورية ذات الشأن بما يمكنها من مواصلة حربها على الإرهاب، وهذا بالتزامن مع استمرار تقديم المساعدات الإنسانية ودفع عجلة الحل السياسي لأزمة البلاد.