ويشبه هذا الضحك على اللحى تصرفات بعض المتدينين الوهابيين الذين يعتقدون أنهم يضحكون على الله .. فهم يذبحون البشر ثم ينهضون الى الصلاة لرب يوصف في الفاتحة أنه الرحمن الرحيم .. ويمارسون الزنا في أبشع صوره بفتوى جهاد النكاح .. ويمارسون الرذيلة والحيوانية في فتاوى ارضاع الكبير .. ويتفوقون على البهائم في فتوى مضاجعة الوداع ..
الا ان مجالس وهيئات مجلس الأمن تفوقت على اختراعات الاميريكيين وتخرصات وغرائز الوهابيين .. وبدل تسمية الارهابيين في سورية بما يستحقونه اكتشفت الأمم المتحدة مصطلحا هلاميا رجراجا .. هو (الجماعات المسلحة من غير الدول) وهو مصطلح يخرج للمرة الأولى من مصانع الديبلوماسية الغربية التي تديرها مجموعة من الثعالب وأبناء آوى .. وهو مصطلح يشبه الغاز المخدر الذي لالون له ولارائحة ..
الدكتور بشار الجعفري المندوب السوري الدائم في الأمم المتحدة يظهر لمجلس الأمن أن المصطلح غير قابل للحياة في سورية لأن فيها ثلاثة جيوش للارهابيين يواجهها الجيش السوري .. وكل جيش من هذه الجيوش هو ذراع لدولة .. وكل جيش له اسم هلامي رجراج تمنحه اياه الامم المتحدة (جماعات مسلحة من غير الدول) .. وهذه الجيوش التي تغطيها الامم المتحدة بلحاف سميك من المسميات من مشتقات (جماعات مسلحة من غير الدول) تبيع الآثار السورية في لندن دون أن تسأل في لندن .. وتبيع النفط عبر تركيا دون حرج أو منع .. بل ان طريق التصدير تحميه تركيا والولايات المتحدة وتمنع اغلاقه بحجة أنه طريق مدني رغم أنه الشريان الأبهر للارهاب .. وهذه الجيوش تشرد البشر بقصف المدنيين وتغلق المدارس وتتسبب بكارثة اللاجئين وبعدها تتولى مجموعة الثعالب عملية لوم وتقريع الحكومة السورية والتشنيع على الجيش السوري الذي يقارع الارهاب .. وهي نفس المجموعة من ابناء آوى التي تسرع في دقيقة واحدة لمنح كل مسلح يرفع سلاحا في الغرب صفة "ارهابي" وتقتله في الحال لأن جلده يتبدل من عضو (جماعة مسلحة من غير الدول ) الى ارهابي مجرم .. وبمجرد دخوله الى سورية تسقط عنه صفة الارهابي ويرتدي ثيابا مفصلة جديدة من تصميم دور أزياء الأمم المتحدة ويصير واحدا من (الجماعات المسلحة من غير الدول) ..
المأساة السورية كما يصفها الجعفري كبيرة .. ووجع السوريين كبير بسبب الارهاب ولكن وجعنا لاشك أكبر بكثير من المصطلحات المخملية والمخترعات الجديدة للمفردات والقبة الحديدية للارهاب التي تحمي القتلة والمجرمين وتمنع الحقيقة من أن تمارس حريتها في الأمم المتحدة ..
ان أكثر من يحتاج الحرية في هذا العالم هو الحقيقة التي لايسمح لها بممارسة حرية التعبير وتسمية الاشياء بمسمياتها .. تابعوا الكلمة السورية للدكتور الجعفري التي فيها الى جانب السخرية اللاذعة من أزياء الارهابيين المتبدلة والمصطلحات الرجراجة ومن القبة الحديدية التي تظلل الجريمة والعنف فيها الحقيقة الصلبة .. في كلمة الجعفري تتنفس الحرية نسمات بعد اختناقها وتمارس الحقيقة حريتها على أصولها ويعرف المستمع الفرق بين الكلمة الرجراجة والحقيقة الصلبة المتماسكة ..