بتوقيت دمشق _ نسرين ترك
في وقت تحلّق فيه الأسماء السورية في سماء الإبداع كعلامات فارقة في المشهد العالمي.. تُصدّر لنا القنوات العالمية روادا سوريين في مختلف مجالات الفنون والعلوم وغيرها، وتُبرز تفوقهم على نظرائهم من جنسيات أخرى، ليثبت السوري بهذا فرادة حضوره و استحقاقه للجوائز في المحافل العالمية، رغماً عن الحرب.
وفي استعراض للشخصيات السورية التي برزت مؤخراً على الساحة العالمية …
– لاعب منتخب سورية "عمر خربي" الذي أحرز هدفين ثمينين في مرمى المنتخب السنغفوري وخطف مع رفاقه فوزاً مهماً يُأهل سورية لكأس أسيا.
– المخرج "محمد عبد العزيز" الذي حصل على جائزة أفضل فيلم روائي في مهرجان الكاميرا العربية في مدينة "روتردام" بهولندا عن فيلم "المهاجران"..
– كما حصل المخرج "جود سعيد" على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن فيلم "بانتظار الخريف"…
– وبدوره حصل المخترع "يمان أبو جيب" على لقب نجم برنامج "نجوم العلوم" على شاشة الـ MBC
سوريون رفعوا اسم بلدهم عالياً، مثبتين أن الإبداع السوري يولد في كل يوم، حيث حقق شباب سورية الإنجاز الخامس من خلال فوزهم بأربع جوائز – ذهبية وفضية وبرونزيتان – في النهائي الإقليمي الثامن عشر لـ "المسابقة البرمجية للكليات الجامعية" بشرم الشيخ وتأهلوا للمشاركة بثلاث فرق في النهائي العالمي للمسابقة البرمجية الجامعية في "تايلاند"، لتأتي إنجازات الشباب السوري في خرق لمصطلح "الأزمة" السورية.
وهنا تجدر الإشارة أيضا إلى "الباحثون السوريون" كمبادرة سورية رائدة أثبتت حضور شباب سوري مؤمن بأن "العلم هو الحل" وتقديم الفائدة والمواضيع البحثية الاختصاصية ونشرها بأسلوب مبسط ومشوّق من خلال الإعلام الإلكتروني كوسيلة لدخول بيوت الناس والتعبير عن أفكارهم، حيث أضحت منشوراتهم اليوم مصدر للمعلومات بالنسبة لكثيرين في الوطن العربي، كما استطاعوا كسب ثقة جهات عالمية.
لكن الملفت للنظر أنّ الكثير من هذه الأسماء مازالت غائبة عن الإعلام السوري..!
وأمام هذا الواقع نسأل لماذا على وسائل الإعلام العربية والغربية أن تصنع لنا نجومنا السوريين.. ؟ ولماذا على السوريين أن يحققوا إنجازاً في الخارج لتلمع أسماؤهم ..؟
وأين دور الإعلام السوري لإبراز شباب سوري، يعمل.. ينجز.. يبدع.. ويترك البصمة السورية الفارقة.
لماذا لا يتم استثمار هذه الطاقات السورية الشابّة للنهوض بالمجتمع السوري، واستغلال طاقات وأفكار شابة تكون محوراً أساسياً في حلّ المشاكل التي يعاني منها السوريون اليوم.
فعلى سبيل المثال، عندما خرجت ألمانيا من الحرب العالمية الثانية عام 1945 مدمرة بشكل كامل تقريبا، استطاعت بفضل علمائها ومبدعيها من النهوض مجددا، وبكافة المجالات، لتحجز مكانتها في مصافي الدول الكبرى.
وكذلك اليابان التي خرجت من الحرب العالمية الثانية وقد تلقت قنبلتين نوويتين من أمريكا، استطاعت أن تلقن العالم أجمع درسا بمعنى النهوض من قلب الدمار، حيث استثمرت في الإنسان، كونها تفتقر للموارد الطبيعية كالنفط والغاز وما إلى ذلك، ليصبح هذا البلد الذي تضربه الزلازل باستمرار، أحد أهم وأقوى دول العالم اقتصاديا وتكنلوجيا.
وأما نحن كعرب، فماضينا لايشبه حاضرنا في شيء، وإذا لم نستطع استثمار الطاقات الفكرية لشبابنا، والتعريف بها فلن يتغير هذا الواقع.