منيرة احمد – نفحات القلم
لا يختلف اثنان على ان شجرة الزيتون مباركة —
قضيت عمرا من الزمن وانا استمتع بقطافه رغم ما يقوله البعض ويظهره من التأفف بسبب التعب خلال جني المحصول — كنا نقضي اياما واحيانا لأكثر من شهر في قطافه
لكن مع اجتماع الاسرة كان كل شيئ يهون — كل ما كنا نتناوله من طعال كان له طعم خاص — القهوة والشاي على النار التي نوقدها وقت الاستراحة كانت بطعم مختلف ايضا — ملابسنا المتسخة بفعل الغبار وزحفنا على الارض لالتقاط حبات الزيتون كانت تزول بمجرد رجوعنا الى المنزل — قصصنا حكاياتنا —– الجيران الذين يهرعون لمساعدتنا — وكثيرا ما هطل المطر ونحن نعمل — نسير مسافات طويلة الى ارض لا تصلها وسائل النقل —تنقية الشوائب من الزيتون — اختيار افضل الحبات ( لرص الزيتون لمونة السنة ) وطبعا لاننسى الاقارب والاصدقاء الذين لا يملكون بساتين زيتون — انتظار دورنا في المعصرة — غلي الزيت وخبز التنور مع زيت ( الخريج ) كلها كانت تعطي لحياتنا ولفصل الخريف لونا ومعنى مختلف .
شعرت اليوم بحزن واعرف اسبابه — الموسم قليل جدا والاهم اني لم اعد اقدر على العمل في الحقل كما سابقا — شعرت ان حبات الزيتون تندهني وكانها انسان يطالبني باداء واجب ما وانا مقصرة تجاهه —
اعترف اني هربت من امامها بعد ان التقطت صورة لأياد تمسك الخير والبركة بيديها وعرق كأنه الصلاة يتصبب منهم
مبارك انت من موسم — سامحيني ايتها الاشجار — لم افقد حبي لك لكنه بعض العجز ومشاغل اخرى حرمتني من التبرك من ثمارك –