.أمريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكا
…………المسؤولة عن فقر ، وجـهل ، واستعبــاد شعوب الأرض
…………كل الحــــروب وكل الصـــــراعات وراءها أمريكـــــــا
ــــــــــالاستاذ محمد محسن ــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــ
موضوع للحوارـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمريكا الدولة ــ الشركة العالمية ــ هي التي تطبع الدولار في مطابعها وتوزعه على العالم ، ولا يكلفها إلا ثمن الورق الذي يطبع عليه ، وعلى ضوء قيمته التي تقدرها البنوك الأمريكية ذاتها يجري تحديد قيم جميع العملات في العالم . هذه الدولة الشركة كونها الدولة الأقوى مالياً وعسكرياً والتي تشكل القطب العالمي الأوحد ، فهي تسيطر على مؤسستي النقد الدوليتين ــ البنك الدولي ، وصندوق النقد الدولي ــ كما تسيطر بنوكها على حركة النقد العالمية ، فهي ومن خلال هذه السيطرة تفرض حصارها على التعاملات البنكية الدولية ، من خلال المقاطعة ، أو فرض العقوبات على أي اقتصاد لا يتعامل وفق المعايير الاقتصادية التي تفرضها . كما تسيطر على الأمم المتحدة بكل مؤسساتها وبخاصة الهيئة العامة للأمم المتحدة ، ومجلس الأمن الدولي ، بحكم عديد الدول التي تسير في فلكها قسراً ، أو خوفاً ، أو كتابع ذليل ــ كمحميات الخليج مثلاً ــ أو كدول الدور والوظيفة ــ اسرائيل مثلاً ــ أو كشريك من الداخل ــ كأوروبا ــ
.
الدولة الشركة الأقوى تستدعي مصلحتها الاقتصادية فتح جميع الأسواق العالمية أمامها في حركتي الذهاب والاياب ، في الذهاب تأخذ الخامات والمواد الأولية بالسعر الذي تريده لأنها الدولة الشركة الاحتكارية الأقوى في العالم ، والتي لا يستطيع أحد منافستها ــ غالباً ــ ، وفي الاياب تفرش بضائعها ومصنوعاتها في الأسواق العالمية بدون منافس ايضاً ، حتى الشركات العالمية المنافسة ــ في أوروبا مثلاً ــ الرأسمال الأمريكي شريك في ــ أغلبها ــ . كما أنها تحتكر ما تزيد نسبته عن75% من براءات الاختراع في العالم علماً أن 90% من تلك البراءات ليست من مخترعين أمريكيين .
الدولة الشركة الأكبر في العالم من مصلحتها الدائمة والمستمرة توسيع اسواقها العالمية ، لأن تكديس الثروات النقدية في بنوكها تتطلب ايجاد أسواق جديدة لاستثماراتها ، وكلما توسعت تلك الأسواق كلما تكدست الأرباح وتراكمت ، وهذه العملية الاقتصادية الربحية تقتضي الاستمرار بتحريك النقد المتراكم بحركة دائرية مستمرة ، ــ تتكدس الثروات في البنوك الأمريكية ثم تحول للاستثمار الاقتصادي حول العالم ، ثم تعود بربحية لتودع في البنوك ثانية ، و لتستمر هذه الحركة بشكل دائم ودائري ، وأي توقف يعني جموداً والجمود يعني الخسارة .
.
هذه الدولة الشركة كما اسلفنا مصلحتها تقتضي بالضرورة توسيع اسواقها على المستوى العالمي ، فالعوائد الربحية مرهونة بمدى اتساع الأسواق العالمية ، مما دفعها لفرض عدة اتفاقات اقتصادية دولية ، ــ كمعاهدة التجارة الحرة ، والغات ، وغيرهما ــ وصولاً إلى فرض نظرية " العولمة " وعملت على تعميمها والتي دافع عنها " المعارض " برهان غليون وطلب التعامل معها ، في كتاب ضم جدالاً واسعاً بينه وبين المفكر الاقتصادي العربي التقدمي ــ سمير أمين ــ والتي تعني وتهدف : ــ على دول العالم فتح أسواقها الزامياً للمنتجات الأمريكية والشريك من الداخل الأوروبية ، وفرض ثقافتها ، وقيمها ، ومفاهيمها ، وعاداتها ، وتقاليدها ، حتى طريقة الأكل ونوعيته ، وشكل اللباس وألوانه ــ وذلك من خلال الفرض ومن ثم التقليد ، وبات على الشعوب المستضعفة التخلي عن كل عاداتها وتقاليدها وتقليد الغرب في كل شيء ، إلى الحد الذي بات فيه العالم يعيش ، ويتفاهم ، ، ويأكل ، ويشرب ، ويلبس بشكل متشابه وفق عملية تنميط ممنهجة.
.
هذه هي أمريكا الغاصبة المتجبرة المتكبرة ، وهي لا تشعر بأي حرج من استخدام كل اسلحة الشر في العالم لتحقيق سيطرتها ووصايتها ، كما أنها مستعدة للتحالف مع الشيطان ــ الفكر الوهابي السعودي ــ من أجل تحقيق مصالحها ، أما القول بأنها معنية ، بحماية ، ورعاية ، وتدعيم ، الدول والأنظمة الديموقراطية ، هذا القول ما هو إلا فرية ، وكذبة مفضوحة ، لم تعد تنطلي على أحد إلا على العملاء ، والجواسيس . انها الدولة الوحش المسؤولة عن تدمير حضارة الانسان ، والعمل على اعادة البشرية إلى دولة الغاب التي يأكل فيها القوي الضعيف ، الدولة التي تدور بحسب مصالحها ومصالحها فقط ، فهي وبكل بساطة وبالسرعة المطلوبة يمكن أن تتخلى عن اي حليف مهما كان مقرباً ، إذا تبين لها أنه لم يعد قادراً على حماية مصالحها ، أو أن ضرره بات أكثر من نفعه ، ــ مبارك مثالاً طازجاً ــ ،
….." من هنا من هذا الفهم يجب قراءة مستقبل بني سعود " وغيرهم .
هذه الدولة الشركة المتغطرسة التي يغمرها الشعور بفرط القوة ، والتي ترغب أن تبقى شرطي العالم ، وبيدها العصى تهزها بوجه من يعصي الأوامر ، كانت وهي تقوم بحروبها التأديبية المباشرة أو بالوكالة ، ضد الدول التي لا تعلن ولاءها المطلق للدولة السيد ، فتت يوغسلافيا ، ، ومزقت جورجيا ، وأشعلت الحرب في أوكرانيا ولا تزال ، إلى أن جاء دور الدول العربية " المارقة " ، تحت لافتة " الربيع العربي " ، وكان الهدف المعلن " انهاء الديكتاتوريات في العالم العربي واقامت البديل الديموقراطي ، وكأن السعودية ، وقطر ، والأردن والمغرب ، تباع فيها الديموقراطية على ظهور الحمير في الطرقات ، كما تباع البندورة .
.
لكن سورية فاجأت الجميع قياساً على ما فات ، خيبت أحلام الانتهازيين ، والمتسلقين ، والحاقدين ، من عملاء الداخل ، الذين كانوا يعتقدون أنهم خلال ليلة وأخرى بعدها يتربعون على كراسي السلطة ، وينفثون غلهم وحقدهم الذي يعتمل في صدورهم ويكاد يحرق أنفاسهم وافئدتهم ضد خصومهم ، ولكن خاب فألهم وفأل كل دول العدوان .
صمد الشعب العربي السوري وجيشه البطل وصدق حلفاؤه وأصدقاؤه ، فكانت الحرب الطويلة الأمد والتي ليس لها مثيل في التاريخ ، سورية وحلفاؤها يقاتلون كل دول معسكر العدوان ــ الدول التي تدور في الفلك الأمريكي ، كشريك ، أو تابع ، أو عميل ــ بما فيها محميات الخليج وخزائنها النفطية ، وفقهها التكفيري ، وتركيا العثمانية ، وكل الدول التي تقع في منزلة بين المنزلتين . يضاف إلى هذا الكم من الدول حركات ارهابية متوحشة ولدت من ضلع الفكر الديني الوهابي الاخواني
عندما ندرك أن هذه الحرب التي فجرها معسكر العدوان على أرضنا ، والتي كانت تعتبرها مكاتب الدراسات والأبحاث الاستخبارية الأمريكية مجرد نزهة يتم بعدها التسليم والتسلم ، حولها الصمود الأسطوري للشعب العربي في سورية وجيشه البطل وتعاضد أصدقائه ،
حولوا هذه الحرب إلى حرب عالمية بكل المقاييس وعليها وبها ستحسم كل صراعات العالم ــ ليس في هذا اية مبالغة ــ حرب بين قطبين ، بين معسكرين ، بين اتجاهين ، بين تكتلين ، بين مصلحتين ، بين سياستين . بين اتجاهين متعاكسين ، لفهم مستقبل البشرية ، معسكر العدوان كان يريد من هذه الحرب ، فرض الهيمنة النهائية على العالم ، وترويضه سياسياً ، واقتصادياً ، وثقافياً ، وأن يدين ــ العالم كله ــ بالولاء والطاعة لأمريكا ، وكانوا يعتقدون أن الحرب على سورية ستكون خاتمة المطاف وبعدها تتربع أمريكا على رأس العالم .
.
إذا نظرنا إلى هذه الحرب من خلال هذا المنظور الواسع نقف مشدوهين أمام ما تحقق في ، ست سنوات والحرب والموت والدمار في كل زاوية ومفرق ، هذا صحيح وهذا ثمن لا يتحمله إلا الشعب السوري الجبار ، ولكن اين كنا في أول شهور الحرب وأين أصبحنا .
.
…..لكن كل من يعتقد أن معسكر العدوان سيستسلم بسهولة هو واهم ، وبنفس المقدار كل من يعتقد أن معسكرنا يدافع عن سورية فقط هو واهم ايضاً ، لقد ظنوها خاتمة للحروب ، ولكن معسكرنا ومن خلال التحولات التي طرأت أثناء مجريات الحرب والتحالفات التي تمت ، باتت الحرب بالنسبة له ، ليست مجرد حرب على سورية ، بل فهمها الصمود السوري وحلفاؤه أنها حرب عالمية بكل المقاييس ، ذاك المعسكر أرادها حرب تأديبية للدول المارقة ، ولكن معسكرنا ومن خلال تشابكات الحرب حولها إلى حرب مصيرية تهدف إلى الخلاص من نير الاستعمار الأمريكي ، وحلفائه ، وتابعيه ، وكل مرتكزاته في المنطقة ، وأنجزت حالة توازن دولية لأول مرة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ، وعلى امريكا أن تدرك أنها لم تعد سيدة الدنيا ، والحاكم المطلق وأن هذه الحرب ستضع حداً لغطرستها ، وتفردها ، وأن العالم بات يتهيآ لرفع الغلالة عن عينيه ليرى بشاعة الوصاية الأمريكية والغربية ، باحثاً عن مصالحه واستقلاله السياسي ، والاقتصادي بعيداً عن ذل التبعية المزمنة ، ولأن القطب العالمي الجديد الذي أيقظته وعززت مواقعه هذه الحرب ، سيقف حائلاً أمام تعدياتها ، وتجاوزاتها ، على الدول التي لا تدين لها بالولاء والطاعة .
نعم وبكل تأكيد وجزم لن يستسلم معسكر العدوان بيسر وسهولة ولكن بتنا في الثلث الثالث من النصر والذي بات مؤكداً ولكنه دام :..